ولغطت ألسن السوء بما اتهم به الملك زوجته، وراجت، شائعات الضلالة، واهرع الناس من كل فج ليشهدوا مليكتهم التقية النقية تقف موقف الاتهام الوضيع، والشك المزري، ثم لتسمع بعد هذا الحكم الذي لا تدري هل يكون عليها أم لها
وصمت الناس حتى لكأن على رؤوسهم الطير
وجلس القضاة فوق المنصة الكبرى وليس في خد أحدهم قطرة من دم
وصدئ البريق في عيونهم فانبعث منها ظلمات من ورائها ظلمات!
وفغر الناس أفواههم حين شاهدوا الملكة المظلومة تبكي، وهي برغم بكائها جميلة فينانة ريانه رائعة. . . لأنها بريئة
وحضر الملك فلم يتحرك أحد للقائه. . . وجلس فوق عرشه الصلف، وأخذت نظراته تزيغ هنا ثم تشرد هناك. . . كنظرات الذئب قد فجأه ضبع!!
وحينما دق كبير القضاة بيده على المنضدة مؤذناً ببدء المحاكمة، شهد الناس سيدين من خيرة ساداتهم يشقان الجموع المحتشدة، ويذهبان إلى هيئة المحاكمة صعدا، ثم يتجهان ناحية الملك
أوه!! إنهما كليومين وديون قد عادا من دلفى!
ترى ماذا في هذا الظرف الكبير المختوم بخاتم كاهن أبوللو الأكبر؟!
قال الملك: (افتح يا كليومين بإذني، واتل على الناس نبوءة دلفى!!
وفض كليومين الظرف الكبير، ونشر الصحيفة البردية، وراح يتلو:
(بريئة هرميون)
(لا وزر على بوليكسينز)
(كاميللو من الرعايا المخلصين)
(ليونتس ظالم غيران)
(سيعيش الملك بلا وارث إن لم تعد طفلته المفقودة!!)
وتبسم الملك مستهزئاً، وظن ظان النبوءة رجس من عمل هرميون وتلفيق أصدقائها، ثم أمر القاضي الأكبر أن يأخذ في المحاكمة ليتبين الرشد من الغي
وحينما دق القاضي بيده مؤذنا بدء المحاكمة، إذا رجل طويل يقدم حتى يقف تلقاء الملك