قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: بل ينقطع. قال: ومن يقطعه؟ قال: نبي زكي، يأتيه الوحي من قبل العلي. قال وممن هذا النبي؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر. قال: وهل للدهر من أخر؟ قال: نعم يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون. قال: أحق ما تخبرني؟ قال: نعم، والشفق والغسق، والفلق إذا أتسق، إن ما أنبأتك به لحق)
وقال شق للملك مثل قول سطيح
ومما جاء في الأسطورة الثانية:(أن الموبذان رأى رؤيا أفزعت كسرى فسئل عنها عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة الغساني فقال: علم هذا عند خالي سطيح. قيل: فأنه وسله وأت بجوابه. فقدم على سطيح، وقد أشفى على الموت فقال (أرجوزة) مطلعها:
أصم أم يسمع غطريف اليمن؟ ... يا فاصل الخطة أعيت من ومن.
فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه فقال: عبد المسيح، على جمل مشيح، إلى سطيح، وقد أوفى على الضريح. بعثك ملك بني ساسان، لارتجاس الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان. رأى إبلا صعاباً، تقود خيلاً عراباً، قد أقحمت في الواد، وانتشرت في البلاد. يا عبد المسيح، إذا كثرت التلاوة، وبعث صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس فليست بابل للفرس مقاماً، ولا الشام لسطيح شاما. يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت)
ذانك شق وسطيح، وتانك أسطورتاهما. والإسلامية غير مفتقرة إلى إعلام كاهن، وخبر عراف. إن ضياء الشمس مستغن عن شهادة (الدساسة) وهذا قول الإسلامية في الكهانة والغيب:
في الحديث:(من أتى كاهناً أو عرافاً فقد كفر بما أنزل على محمد، أي من صدقهم.
(من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم يقبل منه صلاة أربعين ليلة)
(نهى عن حلوان الكاهن) أي أجرته. وفي (النهج):
(أيها الناس! إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدي به في برٍ أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة، والمنجم كالكاهن)
قال الشيخ محمد عبده في شرح هذا الكلام: (الكاهن من يدعي كشف الغيب، وكلام أمير