أعود إلى المرأة التي قالت أنها تشتهي أن تموت ورأسها إلى صدري. أعود إلى المرأة التي ملأت رأسي بالنور، وغمرت قلبي بالحنان. أعود إلى المرأة التي أعزتني أكرم إعزاز، ورعتني أشرف رعاية. أعود إلى ليلى، أعود إلى ليلاى
وفي أي قلب غير قلبي تحيا معاني الوفاء؟
سيموت الرفق يوم تموت ليلى، وسيموت الشعر يوم أموت أعود إلى ليلى، أعود
ولكن ليلى، أهانتني وجرحتني
لا بأس، فليس يعيب الرجل أن تهينه الملاح. وأي هوان أقبح مما استبحت لنفسي في حي الحلمية يوم رجوت إحدى معشوقاتي أن تسمح لي بتقبيل نعليها
وكانت قبلة شهية جداً
أعود إلى ليلى، أعود
أعود إلى الغرفة التي تزدان بمؤلفاتي وهي في صوان خاص، وقد وشيت بالذهب وأسدلت عليها ستائر الحرير الشفاف، ثم أرى ما تصنع ليلى، فعهدي بها تنظر إلى الصوان الذي يضم مؤلفاتي وتقول: هذا زكي مبارك العالم وهو رجل محترم، ثم تشير إلي وتقول: وهذا زكي مبارك العاشق وهو رجل سخيف:
عفا الله عن ليلى الغداة فإنها ... إذا وُلِّيَتْ حُكما علىَّ تجورُ
وما هي إلا لمحة طرف حتى كنت عند ليلى فرأيت المسكينة في حالة تثير الدمع من أقسى الجفون
ونظرت إلي ظمياء في حنان وهي تقول: لقد صح أملي فيك فقد أكدت لليلى أنك سترجع وما كانت تصدق أنك سترجع وتسكت ليلى فلا تتكلم، كأنها تقاسي نوبة إغماء، ثم تفتح عينيها بتكلف وتقول:
- أنتم يا رجال ليس لكم أمان!
وأكاد أصعق، لأني سمعت هذه العبارة مليون مرة، ولعلها أول جملة سمعها آدم من حواء