للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ككتاب (تاج العروس) و (أسد الغابة) و (رسائل بديع الزمان) و (سلوك المماليك) و (ألف با) و (محاورات الأدباء والشعراء والبلغاء) وغيرهما مما جعل لهذه الجمعية شأناً في تاريخ النهضة الدبية الحديثة

أما صاحب الترجمة ففي السنة الثانية من إنشاء مطبعته اتحد مع (محمد عثمان جلال بك) لإصدار جريدة عربية سماها (نزهة الأفكار) ولم يكن من الصحف العربية يومئذ بمصر إلا (جريدة وادي النيل) و (الجريدة الرسمية)

ولسوء الحظ لم يصدر منها إلا عددان، ثم اظهر المرحوم (شاهين باشا) للخديو إسماعيل تخوفه مما سوف تثيره مقالاتها من الأفكار وتولده من الفتن، فأصدر الخديو أمراً بإلغائها. وظلت المطبعة على ما هي عليه من طبع الكتب الأدبية والتاريخية والفقهية لجمعية المعارف، كما كان يطبع المترجم كتباً على نفقته الخاصة

وكانت مضاربات البورصة حديثة العهد بمصر، وقد تشدق الناس بمعجزاتها في سرعة الإثراء. ولما كان إبراهيم طلاباً للعلا لم يكتف بما عنده من الرزق الواسع وحدثته نفسه بطلب المزيد، فاندمج في صف المضاربين، يربح تارة فيطمع في المزيد، ويخسر أخرى فيطلب التعويض. وما هلت سنة ١٢٨٩ هجرية (١٨٧٢ ميلادية) حتى أستنزف ثروته، وأثقل بالديون وكاد البيت يتزعزع، فرأى الخديو إسماعيل من اللازم أن يقيم أود ذلك البيت المشهور بعزة وجاهه فقال لشريف باشا وثابت باشا: (إن ما سأصنعه لهذا البيت واجب على ذمتنا، فإن جدهم خدم جدي خدمات جليلة)

ثم طلب استدعاء إبراهيم وعبد السلام، فلما مثلاً بين يديه قال: من منكما الأكبر؟ فقال إبراهيم: عبدكم يا مولاي. فسأله: كيف تسير أعمالكما التجارية بعد موت أبيكما؟ فقال إبراهيم: إن علمها عند عبد السلام (وقد ذكرنا من قبل أنه هو الذي مارس التجارة وأدارها) لأني انقطعت للعلم والأدب. فالتفت الخديو إلى عبد السلام، فتقدم وبسط الحالة التجارية والمالية. وهنا تناول الخديو ورقة وخط فيها بيده الكريمة سطرين وناولها إبراهيم ليسلمها لرئيس الديوان

وبعد أن قام الأخوان بواجب الشكر ذهبا تواً إلى حيث أمرا وهما لا يعلمان ما خبأته لهما الأقدار!

<<  <  ج:
ص:  >  >>