للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بأن يعرض عما يأفكون. . . بيد أن للإشاعة دويها، ولها مهما بطلت مجراها وإن تاهت آخر الأمر عن مرساها؛ وذلك هو ما غاظ ابراهام وآلمه وتركه في ضيق مما يفعل منافسه

وكان ذلك المنافس من الحزب الديموقراطي وهو رجل من رجال الوعظ الديني يدعى كارتريت كان مما عرف عنه تدفق نشاطه وتوثب حيويته وذلاقة لسانه فيما ينافح عنه مما يزجيه من الآراء؛ وهو اليوم يستعدي على ابراهام مواهبه ويسلط عليه لسانه في غير إعياء أو سأم؛ يتهمه بالزيغ والإلحاد مشيراً إلى بعض ما كتبه لنكولن من قبل من رسائل نقدية حمل بها على بعض رجال الدين أن رآهم ينقمون على الناس فجورهم وينكرون عليهم فواحشهم دون أن يقوموا بنصحهم أو يعملوا على خلاصهم مما هم فيه

ذهب لنكولن مرة إلى حيث أنضم إلى جماعة يستمعون إلى منافسه في حديث ديني! وبعد هنيهة قال منافسه: (ليقف كل من يريد أن يحيا حياة جديدة وأن يسلم إلى الله قلبه وأن يذهب إلى الجنة). . . ثم أردف قائلاً: (ليقف كل من لا يريدون أن يذهبوا إلى الجحيم). . . ووقف الناس جميعاً ما عدا لنكولن فاتجه الرجل إليه وقال: (هل لي أن أسألك يا مستر لنكولن إلى أين أنت ذاهب؟) ونهض لنكولن فقال: (أتيت هنا لكي أستمع في احترام، ولم أكن اعلم أن الأخ كارترايت سيعمل على إفرادي هكذا؛ إني أومن أنه يجب أن تطرق المسائل الدينية بما هي جديرة به من التوقير. يسألني الأخ كارترايت في غير التواء إلى أين أنا ذاهب، وإني أجيبه في غير التواء أيضاً أنى ذاهب إلى المؤتمر)

وجلس لنكولن بين ضحكات الإعجاب تنبعث من جوانب المكان، وقد كسب عدداً جديداً من المؤيدين

وعلم لنكولن أن خصومه يرمونه فيما يرمونه به من الأباطيل بأنه أرستقراطي لا يحفل رجاء العامة ولا يستجيب لهم دعاء؛ وأن هؤلاء الخصوم يتلمسون البرهان على دعواهم في زواجه من ماري، فدفع تلك التهم عن نفسه بإشارته إلى حياته الأولى حيث كان (غريباً لم يلق حظاً من التعليم، معدماً يعمل في قارب نظير أجر لا يتجاوز عشرة دولارات كل شهر)

وتم لابراهام النصر وكان يومئذ في السابعة والثلاثين؛ ورأى الناس وهم يعجبون أنه حصل على عدد من الأصوات لم يتسن لرجل قبله من رجال حزبه أن يظفر بمثله؛ وكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>