الحزب قد أعطاه مائتي دولار لينفق منها فيما يتطلب الانتخاب من أوجه الإنفاق ولكنه يرد إليهم المبلغ بعد الانتخاب ولم ينقص سوى ثلاثة أرباع الدولار، قائلاً إنه لم تكن به حاجة إلى النقود حيث أنه كان يتجول على جواده وأنه كان ينزل ضيفاً على أصدقائه. . .
وفرحت ماري بالنصر وحق لها أن تفرح ولها في الجهاد نصيب، ولها في المستقبل آمال. أجل أحست ماري أنها تخطو خطوة واسعة نحو هدفها، وهل كان ذلك الهدف إلا كرسي الرياسة يتربع عليه زوجها؟ إنها ما تفتأ تستحثه وتشده أزره وتحذر أن ينصرف عن وجهته؛ عرض عليه قبل الانتخاب أن يشغل وظيفة حاكم مقاطعة النيوس، ولكنها صرفته عنها ليستقيم على الطريق ويدلف إلى الغاية
صار لأبراهام اليوم بين رجال حزبه شأن غير شأنه بالأمس وأصبح له في السياسة مكانته وخطره. على أن مهنته لا زالت هي المحاماة وسيظل محامياً حتى تنتهي إليه الزعامة، وتلقي إليه قضية البلاد الكبرى وتتوافى له أسباب تلك الرسالة التي مؤديها في غد إلى أبناء وطنه جميعاً
وكانت مسألة العبيد قبيل انتخابه قد عادت تظهر في وضع جديد؛ ذلك إحدى الولايات وهي تكساس كانت قد انسلخت عن المكسيك أو كادت، فلما أرادت أن تنضم إلى الولايات المتحدة أعلنت المكسيك حقها عليها، ولكنها لم تعبأ بذلك الحق وجعلت الأمر للسيف؛ وخاضت بذلك المكسيك غمار حرب ضد تكساس وضد الولايات المتحدة التي كانت تعاونها من قبل على الاستقلال لتضمها إليها. وكان أهل الولايات الجنوبية يحبذون ضم تكساس إلى الاتحاد لكي يطبعوها بطابعهم ويضيفوها إلى الولايات التي يسمح فيها بمبدأ اقتناء العبيد؛ ولكن أهل الولايات الشمالية كانوا يتنكرون لذلك ويرغبون عن الحرب؛ وكان لنكولن ورجال حزبه ضد هذه الحرب وهم في ذلك يشايعون كلي زعيم الهوجز والمرشح يومئذ لرياسة الولايات؛ ولقد تغلب الحزب الديموقراطي، ففشل كلي في الانتخابات بسبب آرائه عن تلك الحرب
ولقد كان لنكولن قبيل انتخابه للمؤتمر ينقم على تلك الحرب ويدعو إلى انتخاب كلي للرياسة؛ لا يفتأ يلقي الخطب وينشر الدعوة بكل ما يملك من الوسائل. ولم تكن نقمته على الحرب تشيعاً منه لزعيم الهوجز فحسب، بل لقد كان يكرهها لأنها تمكن لأهل الولايات