دام العاطلون من خريجي هذه المدارس اكثر عدداً وافدح خطراً من خريجي المدارس الفنية. أفي المدارس الإلزامية (عمل) بالمعنى الساذج البسيط؟ وهل في المدارس الابتدائية غير ساعتين للعمل في الأسبوع منفصلتين تماماً في (عملهما) عن المواد الأخرى؟ وهل يعدو (العمل) في التعليم الثانوي (اللهو والفراغ) عند أغلبية الطلبة الساحقة؟؟
٣ - الصعوبة القائمة
وهناك فضلاً عن ذلك صعوبة كبرى هي قبول المدارس الثانوية لعدد عظيم من الطلبة لا تستطيع أن تقبله فيما بعد الجامعة والمدارس العالية لأنها لا تتسع له. ويقول بعض حضرات النظار أن حوالي ٣٠ % من طلبة البكالوريا يقعون في هذا المشكل، ويمضون حياتهم في يأس وقنوط وألم وشقاء. وإذاً فإما أن ينقص عدد الملتحقين بالمدارس الثانوية حتى يستطيعوا أن يجدوا لهم منفذاً في التعليم العالي، وإما أن يصبح التعليم الثانوي نفسه غاية ووسيلة معاً لا وسيلة تعد الناشئ للجامعة فحسب. والحل الثاني أليق بمصر، لأن خمسا وعشرين مدرسة ثانوية للبنين، وسبعا أخرى للبنات، ليس بالعدد الكثير على بلد سكانه خمسة عشر مليوناً!! وإذا فلننظر فيما ينبغي أن يكون عليه هذا التعليم:
٤ - الإصلاح المنشود
ينبغي أولاً أن يسود فيه الشعور بأنه إعداد للحياة لا للدراسة العليا فحسب. ويتأتي ذلك فيما يرى الدكتور جاكسن بوضع أساس عملي لا يجني على (كيف) التعليم فيه، وذلك بأن ندخل فيه الزراعة والطباعة وأشغال الخشب والحديد على نحو (جدي) مع تعديل المقرر أو بالأحرى تخفيفه تخفيفاً مناسباً. فمثلاً في السنتين الأولى والثانية: عشرون درساً للغات من أربعة وثلاثين، ودرس رسم واحد، ودرس أشغال لا يقوم به إلا قلائل لا يفيدون. فماذا يمنع من استعمال اللغة في تجارة عملية بدلا من قصرها على هذه الحصص الكثيرة التي لا تؤدي بالطالب بعد تسع سنوات إلى القدرة على الكتابة خطاب تجاري صحيح النحو مستقيم المعنى؟ وماذا يحول بين الطلبة وبين جمعهم لحروف مجلتهم وطبعهم لها بأنفسهم؟؟ ولم لا يزرع الطلبة حديقة المدرسة ويسهرون على تهذيب أغصانها وأروائها بدلا من رجل واحد تعينه المدرسة لهذا الشأن؟ وكيف يتكلم المدرس عن الذباب وخطره والمدرسة ذاتها