مثقلا بالإنعامات والعطايا حتى نال (الرتبة الأولى من الصنف الأول) وصاحبها يلقب (بسعادتلو أفندم حضر تلري) وهي توازي رتبة (روم ايللي بكاربكي) الملكية. لكنها تتقدم عليها في التشريفات
وقد نال حظوة عليا لدى حضرة صاحب السمو الخديو عباس الثاني حتى إنه كثيراً ما كان يكلفه بأعمال سياسية هامة، فكان يقوم بها خير قيام فنال بذلك ثقته. ولم يقف دون رغبة سموه إلا مرة واحدة غضب عليه فيها بضعة أشهر ثم رضى عنه فكتب إليه الخطاب الآتي:
(قد وضعني ولي النعمة في بودقة الامتحان وأوقد عليّ بنار غضبه زماناً طويلا كما اقتضته حكمته، حتى إذا صفاني وخاف على أن احترق نقلني كما اقتضته رحمته وسعته. فأشكر ولي النعم شكرين: شكراً على تصفيتي وتهذيبي، وشكراً على رضاه عني
وقد بعث الله لنبيه الملكين جبريل وميكائيل فشقا صدره صلى الله عليه وسلم، وأخرجا ما يكون بناموس الطبيعة في قلوب البشر، ثم ختماه على الحكمة. وكذلك فعل ولي النعم: بعث إلى عبده فأصبح قلبي مختوماً عليه بطابع الإخلاص والقيام بفروض الخدمة لدرجة التفاني فيها. فلو ذوبوني لم يجدوا في تركيب صدري إلا ثلاثة أشياء: الوفاء والدعاء والولاء، لولي النعماء
كل هذا انتهى وتم على موجب الحكمة العالية حكمة ولي النعم الذي اعتنى بتربية عبيده على هذا الأسلوب الحكيم.
فخدمة الأعتاب السنية هي قبلتي التي اوجه وجهي إليها، وأصرف عزمي إليها. وهذا اعتقادي وهذا قولي وهذا خطي على ذلك والله شاهد ووكيل
وفي سنة ١٩٠٣ كف عن إصدار الجريدة فجأة! وهكذا كان إبراهيم بك يعطل كل جريدة ينشئها إذا نال منها غرضه
وكان يرسل في بعض الأحيان بمقالاته السياسية إلى بعض الجرائد كالمؤيد والمقطم عندما كان يرى أن حقاً للأمة هضم
ثم أنشأ جريدة (المشكاة) باسم ابنة (السيد خليل بك المويلحي) و (حمدي بك يكن) ولم يصدر منها إلا أربعة أعداد فقط سنة ١٩٠٥. وفي أواخر سنة ١٩٠٥ اعتلت صحته