أو ينتزعه من موضعه كأنه مقبل على مبارزة! ولا يكاد يفرغ من خطابه حتى يهرع الناس إليه متدافعين بالمناكب لكي يزدادوا نظرا إليه من كثب. . . وظفر تيلور بالرياسة، وعرف لإبراهام يده وحسن صنيعه. . .
وكان مما صادفه في تجواله هذا أن استمع في بوستن إلى خطبة من أقوى الخطب التي وجهت ضد امتلاك العبيد، وقد ألقاها رجل من كبار الداعين إلى التحرير، هو سيوارد ذلك الذي سيكون له في غد شأن في هذا الأمر مع لنكولن حين يهم بتأدية رسالته. استمع لنكولن إلى الخطبة في بوستن واستشعرتها نفسه، وكان مما عقب به عليها قوله:(أعلن أنك محق. لقد آن أن نطرق معضلة العبيد وان نلقي إليها من اهتمامنا بأكثر مما كنا نفعل من قبل)
وفي عودته إلى وشنجطون أخذ يعضد حركة أخرى كانت موجهة ضد العبيد على يد داعية آخر من دعاة التحرير، هو ولت الذي كان يدعو بكل قواه إلى منع انتشار العبيد في الأراضي التي تستخلص من المكسيك؛ وفي المؤتمر تقدم لنكولن يطلب القضاء على العبودية في ولاية كولومبيا وفي عاصمة البلاد، وكان في مقترحه عادلا يجمع إلى العدالة الكياسة وبعد النظر، ولكن ذلك المقترح وا أسفاه قد حيل بينه وبين أن يكتسب الصفة الشرعية إذ عمل رجال المؤتمر على تأجيله مخافة أن يثير من الجدل ما لا يحبون، حتى أوفى دور الانعقاد على الانتهاء فاعتذروا من عدم النظر فيه على الرغم مما بذله لنكولن من جهود وما أنفقه من حيلة. . .
وانقضت أيام ذلك المؤتمر، وهو المؤتمر الثلاثون في تاريخ الولايات وعاد لنكولن وهو يخطو إلى الأربعين ليعيش من جديد في سبرنجفيلد. . .
عاد ابراهام إلى سبرنجفيلد وهو يحس بينه وبين نفسه مرارة الهزيمة في السياسة، فلقد خذله رجال المؤتمر في مقترحه كما رأينا وأعرضوا عن خطبته التي وجهها ضد الحرب في تكساس، تلك الخطبة التي لامه عليها الكثيرون من رجال حزبه حتى هرندن نفسه احب أصحابه إليه
لذلك انصرف عن السياسة وعاد من جديد إلى المحاماة؛ بيد أن رجال حزبه يزينون له أن يطلب منصباً رسمياً ويشيرون إلى حقه في ذلك وهو من جانبه لا يحجم فيطلب إلى