من ذخائر الأدب والتشريع. إن العداوة بين العرب والفرس أجج جذوتها ناس من الأدباء، فما الذي يمنع من أن يقوم فريق من الأدباء المصلحين فيخلقوا الحب بين ايران والعراق؟
إن فرنسا لها مدرسة لنشر اللغة الفرنسية في إيران
فما الذي يمنع أن تقوم الحكومة المصرية أو الحكومة العراقية بإنشاء مدرسة لنشر اللغة العربية في إيران؟
حدق النائب في وجهي طويلاً وقال: هذا رأي وجيه، ولكن الظروف. . .
فقلت: أي ظروف؟ إن أوربا يسرها أن نتمزق. وهي قد استطاعت بالفعل أن تؤلب المسلمين بعضهم على بعض وأن تضرب العرب بعضهم ببعض. وإذا استمر الحال كذلك ربع قرن فلن تجد من يرد عليك السلام في مصر، ولن أجد من يرد علي السلام في العراق
الحمد لله. تم الصفاء بين إيران والعراق، ومرت معاهدة الحدود بسلام، والله المسئول عن هداية العرب والمسلمين
ولكن شط العرب الذي عجز عن تكدير السلام بين العراق وإيران استطاع أن يكدر السلام بيني وبين ليلاي
كنت انقطعت عن زيارة ليلى إلى أن يذهب العقبول الذي شوه شفتي، فاستوحشت ليلى لغيابي، وأرسلت ظمياء للسؤال عني، فطار بي إليها الشوق، فلما وقع بصرها على شفتي قالت:
ما هذا الذي بشفتك؟
فأجبت: هذا عقبول
فقالت: أما آن لك أن تتوب؟
فقلت: ماذا تعنين؟
فأجابت: ما هذا عقبولاً يا حضرة الدكتور
فقلت: وما هو؟
فأجابت في سخرية: هذه عضة سمكة من أسماك شط العرب!
فأقسمت بالله والحب أنني ما حاولت الصيد في شط العرب حتى تعضني السمكات
وطالت اللجاجة بيني وبين ليلى، وحملني الغضب على أن أقول: اسمعي، أنا مستعد لما هو