إنك سيدة الرجل فلا تبتذلي نفسك دون ذلك لتوهمي الرجل أنه خير منك
ثم ماذا؟ سأحاول أن أمزق النقاب قليلاً لأتحدث إليكم في جرأة الفتاة التي تعتز بأنها فتاة، لأقول لكم إن المرأة لم تخلق لتقوم في الحياة بوظيفة الرجال: المرأة التي يستهويها الثوب الأنيق فتقف أمام المرآة طويلاً تنظر إليه، وتنظر إلى نفسها فيه - هذه المرأة لا تعرف قيمة الزمن، والزمن هو الميزان في كل الأعمال
ستحاول فتيات من زميلاتي أن يعترضن، ولكن هذه هي الحقيقة. لقد خلقت المرأة وليس أحب إليها من زينتها شيء. الزينة لنفسها لا لشيء آخر، وكأن كل أنثى تشعر في أعماق نفسها أنها ليست شيئاً بغير الزينة. أجمل الجميلات وأدم الدميمات في ذلك سواء، فأين هذا من خشونة الرجل؟ أترونها بذلك تصلح لأن تزاحمه وتعمل في ميدانه؟ هيهات يا أختاه! وحذار أيتها الفتاة أن يخدعك معسول المنى. . . إن مكانك هناك. . .
هناك على العرش في مملكة البيت أيتها الملكة
إلى هنا أقف قليلاً لأنظر في وجوهكم ووجوهكن أثر الاقتناع ومظهر الطمأنينة إلى عدل الطبيعة
هل بلغت موضع الإحساس من نفوسكم؟
إن شفاهاً تبتسم، وإن همساً يتطاير من هنا ومن هناك.
اسمعوا:
هذه فلانة ناظرة مدرسة ثانوية من مدارس الحكومة، في الدرجة الرابعة أو الثالثة لا أدري، تقبض كل شهر خمسين جنيهاً، وتحكم على عشرين أو ثلاثين من خيار المعلمين والمعلمات، وتسيطر بإرادتها على بضع مئات من بنات الطبقة العالية في مصر، تلميذاتها، ولها في البيت ولد، ولها زوج!
أتحسبون أن هذه السيدة سعيدة بما بلغت من جاه وما أدركت من نجاح في مزاحمة الرجل؟
وا رحمتاه لها مما تعاني، وألف رحمة للأمة منها، وألف ألف لزوجها المسكين، وما شئتم من الرحمات فاستمطروها على ولدها المحروم، اليتيم في حياة أبويه
أتعرفون من يقوم لها بشئون البيت! لو كان هو زوجها لقلنا: شيء مكان شيء! ولو كان له