محمد مصطفى المراغي عن (الإخاء في الإسلام) - وقانون الكنيسة الصادر في ٥ سبتمبر سنة ١٩٠٨ الذي به يحرم بيوس العاشر على أتباعه المساهمة في الحركة العلمية الحديثة، واضطهاد روح التجديد في كل شيء.
ثانياً - أما أن تكون الثقافة الإسلامية في أساسها ثقافة يونانية، فهذا ليس بعيب على الإسلام، لأن المطلع على نهضات الأمم في التاريخ يقرر أن هذه النهضات بنيت دائماً على عنصرين أولاً: عنصر الإيمان الذي هو السبيل الوحيد للتسيطر على النزعات الجامحة (لقطيع) البشر والوصول بهذا الجمع الحاشد من عباد الله إلى أنبل الغايات الدنيوية والأخروية. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الدين والثاني: هو عنصر العقل الذي هو السبيل لتهذيب ملكات السادة من الناس ومن يتصدى للرياسة وهذا عن طريق العلم، والعرب في هذا الباب آصل من الرومان والأمم الأوربية الحديثة أولاً: لأنهم خلقوا هجرة الإيمان بخلق دين (جديد) يمثل (عبقريتهم الخاصة) وطابعهم الخاص وفرضوه على الناس بالخيار، وهذا ما لم يصل إليه من تقدم ذكرهم من الشعوب. ثانياً: أنهم مهدوا لخلق هجرة العقل وهم في ذلك مثل سائر الأمم وإنما فاقوهم فقط في أن ترجماتهم كانت أكمل وكانت أصح، وعن هذه الترجمة نقلت الترجمات اليهودية والنصرانية، وعن هذه الترجمات الأخيرة خلق أرسطو من جديد في أوروبا إبان القرن الثالث عشر فكان (بدعة) وثنية في وسط سادت فيه المسيحية بنزعتها الصليبية، وهذا مهد حرب العقل الحديثة بين باكون وديكارت من ناحية، وأرسطو العربي المغترب من ناحية أخرى
ثالثاً - أما أن يأخذ رينان على حضارة الإسلام أنها حضارة بنيت على عناصر خارجية كالفرس والنصارى واليهود. . . وهلم جرا، فالتاريخ يحدثنا أن الحضارة المسيحية في القرون الوسطى بنيت أيضا على مثل ذلك، فالمذهب الرسمي للتفكير في المسيحية هو مذهب للقديس توماس (اطلع على مكتوب الكنيسة الصادر في ١٤ يناير سنة ١٩٠٤) وهذا المذهب يتأثر بمذهب أرسطو وبني في أصله على حركة الترجمة في القرن الثالث عشر في باريس، وزعيم هذه الحركة وأستاذ القديس توماس نفسه: هو القديس ألبير الكبير وهو ألماني الأصل وساعده في أبحاثه علماء اليهود في إسبانيا لأن علم العرب انتقل إليهم في ذلك الحين، (اقرأ منك في كتابه (الفلسفة العربية واليهودية)) ولهذا عندما يهتم الكردينال