- حين تسمن الأسماك
- ومتى تسمن الأسماك؟
- حين ينضج التوت
- ومتى ينضج التوت؟
- حين تعقل ليلى وترجع إلى التلطف مع طبيبها النبيل
- إذاً لن ينضج التوت ولن تسمن الأسماك
- صبراً يا دكتور فإن الله مع الصابرين
- سأصبر يا طفلتي الغالية. . . ولكن كيف كانت ليلى مع عبد الحسيب؟
- كانت تتغطرس عليه كما تتغطرس عليك، فتتجاهل ما تملى عليه الصبابة من نظرات وأحاديث. المحبون يتغطرسون لأنهم أذلاء، ولو كانوا على شيء من العزة لاحتقروا الكبرياء. وهذا هو السبب في أن الأحباب يحرم بعضهم عطف بعض. فالحبيب يريد أن يذل له المحب، والمحب يريد أن يذل له الحبيب؛ وفي ظلمات هذا العتاد السخيف تنفصم الأواصر والصلات. وكان المسكين عبد الحسيب يسلك إلى قلب ليلى كل سبيل. كان يحتال ليظفر منها بابتسامة. كان يغرب في سرد أخبار الشيخ كراوية
- ومن الشيخ كراوية يا ظمياء؟
- أستاذ كان يدرس اللغة العربية بمدرسة المساعي المشكورة بالزقازيق.
- أنت جاهلة يا ظمياء، فمدرسة المساعي المشكورة في شبين الكوم لا في الزقازيق
- أؤكد لك أنها في الزقازيق. ولك أن تسأل ليلى فعندها الخبر اليقين
- إذا أخذت العلم عن ليلى فعلى العلم العفاء
- وكان عبد الحسيب يقف فيقلد صوت الشيخ كراوية وهو ينشد قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله إنسانا
وكان يصوب بصره إلى ليلى حين يصل إلى عبارة (وهن أضعف خلف الله إنسانا)، وكان يرضيها أن ترى هيامه بها فتبالغ في التغطرس والازدهاء
وفي إحدى العصريات دخل عبد الحسيب غضبان فانزعج الشيخ دعاس وانزعجت السيدة