للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سيارة إلى المنزل الذي كنا نقيم فيه بشارع قصر النيل، واحبسنا عن جميع الناس ثلاثة أسابيع

- ثم ماذا؟

- ثم تفضل الشيخ دعاس والسيدة نجلاء والآنسة درية بالسؤال عنا فتشجعت ليلى وسألت عن عبد الحسيب، فأبتسم الشيخ دعاس وقال: تحبينه يا ليلى؟ فقالت: ما أحبه، وإنما أشتهي أن يحدثني مرة ثانية بحكايته يوم تشيطن فأخذ زجاجة الزيت وملأ بها حابر زملائه من التلامذة الأقباط حين كان تلميذاً بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية.

وقهقة الشيخ دعاس وهو يقول: وما رأيك يا ليلى إذا كان التلامذة الأقباط اصبحوا يرحبون بوضع الزيت في محابرهم على أيدي التلامذة المسلمين؟

ولم تفهم ليلى ما يريد، فاستطرد الشيخ دعاس قائلا: نحن ائتلفنا يا بنيتي على يد الشيخ الصالح سعد زغلول، وأنا وضعت قواعد الائتلاف قبل سعد زغلول، فزوجتي نجلاء كانت مسيحية وأسلمت لتربط بين مصر ولبنان. فما رأيك لو خطبتك لعبد الحسيب؟

فاستأنست ليلى وقالت: هل قرأت يا فضيلة الشيخ أخبار عمر بن أبي ربيعة؟

فقال: ما قرأتها، لأن أخبار عمر بن أبي ربيعة لا تدرس في الأزهر الشريف.

فقالت ليلى: كان ابن أبي ربيعة يستهوي جميع النساء اللائي يشهدن موسم الحج، إلى أن فتنته امرأة عراقية، فراودها عن نفسها فاستعصمت، فخطبها لنفسه فأبت وقال: تعال إلى العراق واخطبني من أهلي. وكان ابن أبي ربيعة ماجناً فلم يتبع معشوقته إلى العراق، وحرمه المجون من التشرف بمصاهرة أهل العراق.

فإن كان عبد الحسيب صادقا في حبي فليمض إلى العراق وليخطبني من أهلي هناك.

وعرف الشيخ دعاس أن هزل الحب جد، فانصرف وهو مكروب!

- ثم ماذا يا ظمياء؟

- ثم انتظرنا أسابيع فلم يسأل عنا الشيخ دعاس ولا ابنه عبد الحسيب، فرجعنا إلى العراق ونحن نبكي سلامة لأخلاق في بلاد الفراعين

- شئ مزعج، شيء مزعج!

- لا تحزن يا مولاي ولا تبتئس، فقد وقعت أعاجيب - أفصحي يا ظمياء

<<  <  ج:
ص:  >  >>