للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يراه شهدت بعض الحفلات التمثيلية التي أقيمت في المدارس الثانوية، فعرفت أن التمثيل سيكون له مستقبل في بغداد. ورأيت أهل العراق يخشون ما يخشاه أهل مصر من اختلاط الجنسين، ولكن أهل مصر احترسوا بعض الاحتراس، فهم يؤلفون للمدارس روايات تمثلية تخلو من المرأة؛ وليت أهل العراق يصنعون مثل هذا الصنيع إلى أن يفصل الزمن في قضية اختلاط الجنسين، فقد رأيتهم يمثلون في المدارس روايات فيها المرأة، والمرأة في هذه الحال شاب يلبس ملابس النساء. وأنا أرجو زملائي من نظار المدارس في العراق أن يفكروا في هذه القضية، فظهور الشبان في ملابس النساء لا يقل قبحاً عن ظهور النساء في ملابس الرجال. وما أقول إن الرجل أشرف من المرأة من حيث الجنس فلكل جنس خصائص، وإنما أريد أن أقرر أن شرف الرجل في الرجولة وشرف المرأة في الأنوثة، فالمرأة تجرم حين تلبس ثوب رجل، والرجل يجرم حين يلبس ثوب المرأة. والإشارة في هذا الموضوع الدقيق تكفي للبيان

وشهدت حفلة توزيع الجوائز بكلية الحقوق. وكانت حفلة رائعة خطب فيها الدكتور محمود عزمي خطبة جيدة، ولكنه لم يراع براعة المقطع، فقد ختم الخطبة بإعلان الوفاة، وفاة أحد المتخرجين. وصح للأستاذ محمود درويش أن يقول (ما هو خوش مقطع هذا) وعند تلاوة القسم أقسم المتخرجون دفعة واحدة بلا خشوع، وكان الرأي أن يقسموا واحداً واحداً. وقد تذكرت القسم الذي أقسمته على يد الأستاذ الدكتور طه حسين يوم ظفرت بالدكتوراة الأخيرة في كلية الآداب، فقد ترددت وتهيبت، لأني كنت أخشى أن يربطني القسم وحدي، فلتذكر ذلك أحجار كلية الآداب بالجامعة المصرية، إن كان للأحجار وجدان وألقى الطالب حازم المفتي خطبة فصيحة نوه فيها بالأواصر العلمية بين مصر والعراق. وهنا أذكر أن العراق شرف مصر حين ائتمنها على كلية الحقوق، وهو شرف عظيم جداً، ومن واجب الأساتذة المصريين أن يتذكروا في كل لحظة قيمة هذه الثقة الغالية، من واجبهم أن يفهموا أن من الشرف أن يموتوا في سبيل تلاميذهم في العراق ومن حسن الحظ أن ذلك الطالب نص على أن مصر تفقهت على يد الشافعي وقد رحل إليها بعد أن تفقه بالعراق

ولو كان لي مجال بين الخطباء في ذلك اليوم لأضفت إلى هذا أن علماء مصر ظلوا مئات السنين وهم يهتفون (قال البصريون وقال الكوفيون) وحصير الأزهر يشهد، وهو في هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>