للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمعت اليراعة تقول: لست كالنملة ينال الناس شرها؛ ولست كالفراشة تصطلي بنار غيرها، أنا أشتعل بنفسي ولا أحمل لأحد مَنّا، إذا صار الليل أحلك من عين الظبي أنرت بنفسي لنفسي الطريق

الحقيقة

قالت العقاب بعيدة النظر للعنقاء: إن الذي تدركه عيني سراب. أجابت العنقاء: أنت ترين ذلك، ولكني أعلم أنه ماء. فنادت السمكة من لجة البحر: هنا وجود لا شك فيه، وهو في هياج واضطراب.

الحكمة والشعر

ضل أبو علي في غبار الناقة، وأمسكت يد الرومي ستر الهودج. هذا غاص حتى ظفر بالجوهر اللألاء، وذلك دار مع الغثاء على وجه الماء. الحق إن لم تكن فيه حرقة فهو حكمة، وهو شعر إذا قبس من القلب ناراً

الوحدة

ذهبت إلى البحر فقلت للموج المصطخب: أنت في سعي دائم فما خطبك؟ في جيبك آلاف اللآلئ فهل في صدرك جوهر من القلب كالذي في صدري. فأضطرب وجزر ولم يحر جواباً.

ذهبت إلى الجبل فسألت: ما هذا الجمود؟ ألا ينال سمعك صيحات وآهات المحزونين؟ إن يكن العقيق الذي في أحجارك قطرات من الدم فحدثني فإني محزون

فأنقبض وصمت ولم يحر جواباً

قطعت طريقاً بعيدة. . . وسألت القمر: يا جَّواب الآفاق! هل قُدر لك في سفرك قرار؟ العالم حديقة ياسمين من شعاع وجهك، فهل نور وجهك من قلب يتجلى؟ فرأى رقباء بين الأنجم فلم يحر جواباً

تخطيت القمر والشمس إلى حضرة الحلاق فقلت: ليس في عالمك ذرة تعرفني. العالم خلو من القلب وأنا قبضة من التراب، ولكنها كلها قلب

إن هذه المروج جميلة ولكنها ليست أهلاً لنغماتي. فتبسم ولم يحر جواباً

<<  <  ج:
ص:  >  >>