ويخطئ تفسير دوافعه في الحياة حسبما أرى، وأنا بذلك أدري
وعندئذ فقط تدخلت، لأعيد إلى الأذهان شيئاً من النقد (المنزه عن العيوب) ولأفسر دوافع العقاد وخطته في الحياة، ولأبين الفوارق الأصيلة بين مدرسة العقاد ومدرسة الرافعي في الأدب وفي الحياة
هكذا كان تدخلي، وهو مفهوم، ولم تكن هناك حاجة للتخمين والتأويل
وهو (ثانياً) شاء أن يدافع عن الرافعي، وأن يثبت له ما نفيت عنه من الطبع والعقيدة فقال كلاماً لا احسبني قلت سواه فيما كتبت!
فهو قد قال: إنه كان للرافعي رأي في أدب العقاد غير ما أبداه وإنما الملاحاة وحب الغيظ والكيد، هي التي جعلته يقول ما قال.
وحكم على العقاد كذلك بما حكم به على الرافعي
فأما الشطر الأول فهو اعتراف يؤيد رأيي، في أن الرافعي لم يكن يصدر عن عقيدة فيما يكتب. وذلك حسبي
وأما الشطر الثاني فهو الذي أنكرته من قبل على الأستاذ سعيد، وهو الذي لا زلت أنكره؛ لأنني أعلم من حقيقة رأي العقاد في الرافعي، ما يؤكد نعته له، ورده عليه. وما كان هذا الرأي ليختلف لو لم تقع بينهما جفوة وملاحاة، إن صح أن التعبير عن الرأي كان يمكن أن يتغير، من لفظ قاس مكشوف، إلى لفظ لين ملفوف
وليس العقاد هو الذي يبدي رأياً ويبطن آخر، فهو رجل عقيدة يهمه التعبير عنها، ولولا في ذلك كل عنت وملاحاة
هذا رأيي في صاحبي، لا زلت أنافح عنه، وذلك رأيه في صاحبة وهو به اعرف!
وهو (ثالثاً) أخذ نفسه بإبطال ما أوردت من نقد لنقد الرافعي. فلننظر ماذا قال
إنه راح يتقصى ما قيل فيما يقرب من قول العقاد:
فيك منى ومن الناس ومن ... كل موجود وموعود تؤام
سائراً في تقصيه على النسق الحالي من كتب النقد العربي لقدامة وأبي هلال العسكري، ومن ينقلان عنهما. . . من تتبع المعنى تتبعاً زمنياً، وحسبان كل شاعر متأخر أخذ هذا المعنى عن شاعر متقدم، وزاد فيه أو نقص، وتصرف أو ولد. . . الخ