دوجلاس خير من يمثل رجل الاتفاقات، ذلك الذي كان مرة آلة أهل الجنوب والذي هو اليوم أحد معارضيهم؛ ذلك هو الرجل الذي يحاول أن يضعه في صفنا الأمامي. . . أنه يحسب أن مكانه الرفيع وشهرته وتجاربه ومقدرته إذا أحببت، تقوم مقام حاجته إلى مركز جمهوري خالص، بل وتزيد على ذلك. . . ولذلك فأن إعادة انتخابه على أن يمثل قضية الحزب العامة أجدى علينا من انتخاب من هو خير منه من رجالنا الجمهوريين الخلص الذي ليست لهم مثل شهرته؛ ماذا تعني (نيويورك تريبيون) بذلك الإطراء والإعجاب والتعظيم الذي تزجيه دائبة لدوجلاس؟ هل تعبر بذلك عن شعور الجمهوريين في وشنجطون؟ هل وصلوا نهائياً إلى أن قضية الحزب الجمهوري على العموم تتقدم خيراً من ذي قبل بتضحيتنا هنا في النيواس؟ إن كان ذلك كذلك فنحب أن نعلمه عاجلا؛ على أني إلى الآن لم أعلم بجمهوري هنا يرغب أن ينضم إلى دوجلاس؛ وإذا استمرت (التريبيون) ترن باسم دوجلاس في مسامع الخمسة أو العشرة الآلاف من قرائها في الينواس فأن ذلك يكون أكثر من أن نأمل معه أن يظل الشمل مجتمعاً؛ إنني لا أشكو ولكني أرغب في أن أصل إلى بينه من الأمر)
ذلك هو لنكولن اليوم؛ انظر كيف يجمع بين منطق المحامي وحصافة السياسي، وانظر كيف يدفع عن نفسه بما نشأ عليه من دماثة ما يحس فيه عدواناً على شخصه ونيلا من كرامته؛ فهو يطيق أن يكون دوجلاس خصما له ولكنه لن يطيق أن يراه مرشح حزبه في الينواس؛ نعم أنه لن يستطيع أن يحمل نفسه على الركوب معه في قارب واحد يراه يأخذ فيه مكان الربان وهو فيما يعتقد لا يرى كفايته تتقاصر عن ذلك المكان
وأرسل لنكولن بعض أصدقائه إلى الأقاليم الشرقية ليروا ما حال الحزب هناك؛ وكان من هؤلاء صديقه هرندن، وقد عاد إليه ينبئه بأن اسمه يقابل بالاحترام لدى الكثيرين من قادة الحزب بيد أنه يحمل إليه مع ذلك أنباء لا تسره؛ فرجال الحزب منقسمون بعضهم على بعض، فأن لجريلي آراءه ولستيورد أطماعه ولغيرهما من أساطين الحزب من أوجه الرأي ما يخشى منه انحلاله. . .
هكذا صارت السياسة شغله الشاغل، وهو لا يستطيع اليوم إلا أن يكون كذلك؛ لا لأنه يتخذ من السياسة وسيلة إلى تحقيق أغراض شخصية كما عسى أن يفعل غيره؛ ولكن لأن عقيدة