وتنوي الوزارة قبل اتخاذ قرار نهائي في هاتين المسألتين الاستئناس بآراء مجمع اللغة والمستشرقين
وينتظر أن يطول الزمن بهذين المشروعين نظراً لخطورتهما وصعوبة الوصول إلى الغاية التي تقصد إليها الوزارة
وقد يكون المشروع الأول أسهل من الثاني. ومهما يكن من أمرهما فان الاتجاه يذهب إلى تبسيط النحو في المدارس المصرية ابتداه من العالم الدراسي القادم حتى ترتفع شكاية الأساتذة من ضعف التلاميذ
جبران والرمزية
قرأت في مجلة الرسالة الغراء ٢٥١ مقالا للأستاذ بشر فارس ألمع في هامشه إلى أن الكاتب الرسام جبران خليل جبران قد سار على نهج الشاعر الإنجليزي وليم بليك في رمزيته
وإنه لمن المعروف عن جبران أنه لم يكن رمزياً بالمعنى الدقيق الذي يفهم من هذا اللفظ، بل كان أكثر ميلاً إلى الرمانتيكية منه إلى الرمزية، وكثيراً ما كان يمزح بينهما في كتاباته وعلى الأخض في كتابيه النبي ويسوع ابن الآفاق. أما في رسومه فقد كانت الرمزية غالبة فيها
والملاحظ في الشاعر (بليك) أنه كان غامضاً مسرفاً في الغموض والإبهام لدرجة يتعذر معها الفهم والغوص على المعنى الذي يريده والفكرة التي يقصد إليها، مهما أجهد القارئ عقله. فأنت إذ تقرأ ديوانيه أغاني الطهارة يبهرك ضوء قوي من الجمال، ولكن أنى لك أن تعرف سر هذا الضياء وما الذي بهرك من حسنه؛ وقصاراك أن تستشعر كثيراً من اللذة المعنوية في هذا الغموض وجماله.
وما كان جبران على هذا النهج في الغموض والإسراف فيه. وقليلاً ما نعثر على قطعة كتابية حاكى فيها الشاعر الإنجليزي الغامض. فهل للأستاذ بشر فارس - إذا تفضل - أن يفصح عما إذا كان الغموض والإبهام من مستلزمات الرمزية؟ وهل بدونهما لا تكون؟ وله وافر الشكر على غزير علمه والسلام