العقل أحدهما ظاهر نعرفه ولا ننكره لأنه مما عهدناه زماناً، والآخر ظاهر أيضاً. . . نعرفه وننكره، لأنه مما استحدثه بعد الرافعي رحمة الله عليه
وأما الأديب الكبير! الذي لقي الأستاذ (الأخصائي في اللغة التي نعبر بها) فضرب لنا الأمثال (بالجماعة الذين يجلسون في المأتم ويرجمون الناس بالحجارة، فإذا رجمهم الناس صاحوا وولوا، وملئوا الدنيا تسخطاً ونعياً على الأخلاق، لأن الناس لا يقدرون حرمة المأتم، وهم الذين استهانوا بهذه الحرمة حينما رجموا المارة). فأن شاء أن يختفي في ألفاظ الأستاذ (الأخصائي!) فهو عتيق جبنه. وإن شاء أن يظهر من ورائه فسيرى كيف عرفناه من لفظه ومن أمثاله
وأيما كان. . . فالمثل فاسد من وجوهه كلها. . . فأن الأستاذ سعيد حين كتب لم يرجم أحداً، وإنما كتب تاريخاً؛ وحين قال إن رد العقاد على الرافعي سباب وشتائم، فهو لم يكن إلا كذلك، ولا يمكن أن يقال فيه إلا ذلك. . . إذ ليس فيه شيء مما يسوغ أن يعد رداً أو نقداً. . . حتى ولا على طريقة الأستاذ (الأخصائي!) في حل المنظوم ووصفه بالدعاية والطرافة والحيوية. . . وما إلى ذلك من اللفظ الذي لا يتخذه ناقد إلا بعد الإبانة عن محجته وسبيله. أو كما قال الأستاذ (الأخصائي!) في كلمته الأولى (في الناقد الذي لا يكتفي بالتذوق والاستحسان والاستهجان، ولكن يعلل! ما يحس ويحلله)
ومع ذلك فهل يرى أحد أن (حل المنظوم) في ألفاظ ملفقة مذيلة، ثم نعته بالطرافة والحيوية. . . الخ، هو التعليل والتحليل الذي يتخذه النقاد أسلوباً لهم؟
ومع ذلك أيضاً. . . فلو فرضنا أن (سعيداً) رجم المارة، والمارة ههنا هم الأستاذ العقاد وحده، فلم تطفل الأستاذ (الأخصائي) فقاذف الأستاذ العريان؟ ولم لم يدع ذلك للمرجوم نفسه. . .؟
ثم وراء ذلك كله. . تطفل (الأستاذ الأخصائي) للقذف والرجم، فلم لم يخص سعيداً وحده دون أصدقاء الرافعي وأصحابه هم الذين كتبوا السعيد ما كتب!!
وبعد فهذه كلمة كتبناها لنقرر حقيقة واحدة هي أن الأستاذ (الأخصائي في اللغة التي نعبر بها)، كان أول حديثه عني - حين انتهى من حديث الرافعي - يضطرب ويؤخذ ويتناوح كأنه قصبة مرضوضة معلقة على عود هش قد يبس. . . أريد أن أقول بلفظ آخر إنه كان