للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الغربية، وما كانت مثل هذه الأمراض لتعيب أبناء بلادنا في العصور الماضية إلا في القليل النادر لأن الذهنية الشرقية لم تحارب الغريزة الجنسية بل اعتبرتها جزءاً من إيمانها. وما التبتل إلا بدعة طرأت على تعاليم عيسى فاحتضنها الغرب وجعلها على ما هي والشرق منها براء، وهذه شريعة النبي الكريم قد أتت بما لا حاجة لنا معه بمنظار الذهنية الغربية الذي كشف للعالم كما يقول المناظر إن الحياة الجنسية نور الحياة. وإنني لواثق من أن مثل هذه الأمراض النفسية التي تنشأ من كبت الغرائز لا يمكنها أن تصيب مؤمناً عربياً يعمل بشريعته لأن الدين دين الفطرة قد أنزل لتنظيم قوى الحياة لا لقتلها

وأخيراً أراد المناظر الكريم أن يثبت لنا أن الموسيقى الغربية خير من موسيقى الشرق وحجته العلمية في ذلك أن الغناء العربي إنما هو هتاف بصوت واحد في حين أن الغناء الإفرنجي غني بما فيه من طباق بين عدة أصوات

ونحن إذا ما صرفنا النظر عن الغرائز المستقرة في العقل

الباطني والتي يصدر عنها الفني الخاص بكل أمة وبحثنا

الموسيقى من وجهة علمية استقرائية نجد أن الموسيقى العربية

أصدق تعبيراً للطبيعة وأدق تصويراً للمشاعر بعديد نغماتها

في الصوت المنفرد فأن الموسيقى العربية تمثل في نغماتها

السبع الأساسية ألوان الطيف يتفرع منها ما يزيد على السبعين

نغمة تخضع مرنة ناعمة للعاطفة فتظهر خفاياها كصورة

اختطفت عن الأصل جميع أنوارها وأظلالها. أما العروسان

الغربية التي تسجن الصوت في مقام ونصف مقام أعلى

وأدنى، ولا تستوعب ربع الصوت وتمنه بل و١١٦ منه

تتناوله الموسيقى العربية إنما هي أشبه بالفرشاة الخشنة في يد

<<  <  ج:
ص:  >  >>