- لقد أحسنت الدفاع عن نفسك في هذه التهم الثلاث، ولكن هناك تهمة رابعة لن تستطيع لها دفعاً، لأنها في خلقتك والخلقة لا تغيير لها ولا تبديل
- فهمت، فهمت. إن الجرائد المصرية تصورني دميم الوجه ولا ينبغي يا ظمياء تصديق كل ما تنشر الجرائد
- لا، لا، إن ليلى تراك أجمل مخلوق، ولكنها تقول إنك أخضر العينين، وهنا وجه الخطر، فالعيون الخُضر تهتاج الثعابين، وما رأى ثعبان إنساناً أخضر العينين إلا أغتاظ وأهتاج واستعد للقتال
- ومن أجل هذا تثور عليّ هذه الرقطاء؟؟ اسمعي أيتها الطفلة. اسمعي. اسمعي. إني ورثت خضرة العينين عن أمي، سقي قبرها الغيث، وأمي ورثت خضرة العينين عن جدتي، وكانت تركية الأصل، فعمن ورثت ليلى سواد عينيها؟ اسمعي يا ظمياء، لقد أطلقت التودد إلى أهل العراق، وسأصارحهم اليوم بحقيقة لم يتنبه إليها أحد سواي. ليس في العراق كله طرف كحيل إلا وهو مسروق من عيون الظباء، وجيرتكم للصحراء هي التي مكنتكم من هذا الانتهاب الفظيع، ولكن هذه السرقة لن تطول، فسيأتي يوم قريب أو بعيد يشتد فيه ساعد (عصبة الأمم) المقيمة في جنيف ثم تحول بينكم وبين انتهاب السواد من عيون الظباء
اخرجي يا ظمياء، ولا ترجعي إليّ بعد اليوم، فهذ آخر العهد
خرجت ظمياء محزونة وهي تعتقد أن ليلى جانية وأن العراق كله قد وقع سرقة دولية حين انتهب السواد من عيون الظباء
وبقيت أنا في كروبي وأشجاني، فأنا في سريرة نفسي أعتقد أن الظباء هي التي سرقت سواد العيون من أهل العراق، وقد عاش العراق كريما في جميع عهود التاريخ، فمن حنين غوانيه عرف الحمام كيف يسجع، ومن صيال أبطاله عرف الدهر كيف يصول