إن ليلى لن ترجع بسهولة لأنها عراقية، والعراق مفطور على العناد
أحبك يا ليلى، أحبك يا روحي، واشتهي أن أخاصرك مرة ثانية ضوء القمر وفي سكون الليل. أحب أن أسامرك مرة ثانية تحت النجوم في مطلع حزيران قبل أن أرجع إلى مصر وطن الجفاء والعقوق
أحبك يا ليلى وأحب ذلك الطبع المتقلب الذي لا يستقر على حال أحب أن أنشدك مرة ثانية قول الشاعر احمد رامي:
يا من أخذت فؤادي ... أخذ العدو الحبيب
قلبي لديك فقل لي ... ما حاله في القلوب
أحب أن أصرخ مرة ثانية، أحب أن أصرخ صرخة الوجد في رحاب الكاظمية.
أحب أن أفتق بصراخي قلبك الأغلف وأذنك الصماء
أحب وأحب، ولكن أين السبيل إلى قلبك الظلوم!
طال شقائي بهجر ليلى، فماذا أصنع؟
إن بغداد تحقد عليّ ويسرها أن يطول في حب ليلى عذابي فأين شفعائي إلى ليلاي؟ أين لا أين؟
الحمد لله والحب! هذا خاطر لطيف قد ينفع بعض النفع، إن ليلى لها في الموصل بنات خالات، وبنات الخالات يقدرن على ما يعجز عنه أبناء الأعمام والأخوال، فلأمض إلى الموصل لأشكو إلى ظبياته جروحي وآلامي
إلى الموصل، إلى الموصل
إلى الموصل الجميل أمتطي قطار الصباح بين اليأس والرجاء
- ٢١ -
طال بلائي بغضب ليلاي، وتهدم ما كنا رفعنا من صروح الأماني، وأمسى الحزن يصهر قلبي كلما تمثلت أطياف تلك الصروح
وطال حنيني إلى كلمة كانت تقولها ليلى في لحظات الصفاء، وهي كلمة (تعال) فكنت أهوى إلى صدرها كما يهوى الطفل إلى صدر أمه الرءوم، وما كان أدبي يسمح بأن أقترح شيئاً على ليلاي وإنما كنت أنتظر عطفها في صمت كما ينتظر العشب جود السحاب