وكنت خدعتها فزعمت أن تقاليد الأدب في فرنسا تقضي بأن يقبل الرجل يد المرأة، وقد انخدعت فكنت أقبل يديها في كل لقاء؛ ولكني مع ذلك حفظت وقاري فلم أكن أقبل يديها في السهرة الطويلة أكثر من سبعين مرة
وقد حملني الطيش في إحدى الليالي على أن أقترح تقبيل خديها فرفضت
وعند ذلك أنشدت:
يا غزالاً لي إليه ... شافع من مقلتيه
والذي أجللت خدي ... هـ فقبلت يديه
أنا ضيف وجزاء الضي ... ف إحسان إليه
فقالت بعد تمنع: أقبلك أنا
فقلت: وما الفرق يا روحي؟
فقالت: القبلة منك حب، والقبلة مني عطف
فقلت: أقبلك قبلة عطف.
فقالت: ابحث عمن يصدق دعواك يا فاجر!
ورضيت بالقليل فقبلتني ليلى قبلة كادت تشوي جبيني.
تلك قبلة العطف فكيف تكون قبلة الحب؟
اشهد أن الله قدر ولطف!
ذلك نعيم ضاع، وما أدري كيف ضاع، فما كانت هفوتي خليقة بأن تصيرني إلى ما صرت إليه من الحرمان، ولكني متى طاب زماني حتى تطيب ليلاي؟
آه من كيد الزمان! وآه من غدر الملاح!
شاع في بغداد أني ذاهب إلى الموصل لأستشفع بالحور العين من قريبات ليلى، فللشقية هناك بنات خالات. وسمع بذلك أخ صادق فقال: خير لك أن تسافر إلى النجف، فهو أقرب من الموصل، وملاح النجف أرق وأظرف، وهن يعطفن على بلواك، وهذا اليوم أصلح الأيام
وسألت عن السبب فعرفت أن أهل النجف يحتفلون بميلاد الرسول في السابع عشر من ربيع الأول، وفي المولد النبوي تزدحم ساحات الحرم الحيدري بالعرائس فأختار من