للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تستطيع الولاية ذلك. فقال لهم ولكنه بذلك يفقد عطف أنصار مبدأ التمسك بالعبيد من أهل الجنوب فلا يمنحونه أصواتهم إذا هو تطلع للرياسة؛ ولن يضير لنكولن أن يظفر دوجلاس اليوم بمقعد في مجلس الشيوخ

ووجه لنكولن السؤال إلى دوجلاس فأجاب بقوله (نعم تستطيع الولاية أن تفعل ذلك في غير حرج)؛ وفرح لنكولن بتلك الإجابة التي يعلم أنها ستنفر أهل الجنوب منه. ولقد أيدت الأيام رأيه وبرهنت على بعد نظره. ومما قاله لنكولن في ذلك (إن دوجلاس ليتبعه عدد كبير من العميان، وإني أريد أن أجعل بعض هؤلاء يبصرون)

وفي الاجتماعين الثالث والرابع لم يأت كلاهما بشيء جديد؛ وإنما اجتهد لنكولن أن يدفع عن نفسه ما رماه به خصمه من الاتهامات؛ وخرج لنكولن من هذين الاجتماعين وقد أضاف إلى أنصاره أنصاراً جديدين. . .

وفي الخامس من هاتيك الاجتماعات اتخذ لنكولن خطة الهجوم، بعد أن أخذ ينشر خصمه ويطويه في الاجتماعين الماضيين حتى دوَّخه، وكان هجومه تلك المرة شديداً، ضاق به دوجلاس وانخلع عنه مكره؛ عاب عليه إبراهام أنه لا يحفل بالاعتبار الخلقي من مسألة العبيد، مع أن هذا الاعتبار بعد الخروج على اتفاق مسوري، هو السبيل الوحيد الذي يعوَّلُ عليه في منع انتشار العبيد؛ وعلى ذلك يكون دوجلاس داعية إلى أن تصبح مسألة العبيد مسألة قومية عامة لا تحرج منها ولا تأثم فيها. . .

وأحس دوجلاس مهارة الرمية وقوة الإصابة فراح يرد على رمية برمية، وعاد فاتهم لنكولن والحزب الجمهوري أنهم من دعاة الثورة وأنهم يدفعون البلاد إلى الدمار. . .

ولكن لنكولن جعل الاجتماع السادس لتحديد مذهب الحزب الجمهوري فقال في جلاء: إن الجمهوريين هم أولئك الذين يعتبرون نظام العبيد خطأ من النواحي الخلقية والاجتماعية والسياسية؛ ولكنهم يتمسكون بدستور الاتحاد ويسيرون في تحقيق أغراضهم على نهجه؛ أما الذين لا يرون عيباً في نظام العبيد فهم الديمقراطيون؛ وهم ليسوا من الجمهوريين في شيء. . . لذلك ليس من الجمهوريين من لا يعبئون بالدستور في موقفهم من نظام العبيد مهما بلغ من مقتهم لذلك النظام. . .

وحار دوجلاس ماذا يفعل أمام تلك القوة وأمام ذلك الوضوح الذي لا يدع مجالا لمستريب

<<  <  ج:
ص:  >  >>