بتلك (الشخصية الفنية) التي تنشدها الحياة الحديثة منهم كمثقفين بوجه عام وكمربين على وجه الخصوص!
٣ - مكافحة الأمية وتعميم التعليم الإلزامي
ويلي ذلك في الخطورة أو يعادله مكافحة الأمية وتعميم التعليم الإلزامي ومادمنا ننشد نهضة حقيقية قوامها الحياة الديمقراطية الصحيحة. ذلك أنه لا سبيل مطلقاً إلى الرقي المنشود إلا إذا تبدد ظلام الجهل وغدا الشعب مستنير العقل قوي الخلق مفتحة أمام ذكائه أبواب النشاط دون ما فارق بين غنى وفقير!، وإذا كانت الحكومة قد بدأت تفكر جدياً في مكافحة الأمية فإن التعلم الإلزامي ما يزال في حاجة قصوى إلى الدعاية والمرونة والتعديل والإصلاح على النحو الذي بسطناه من قبل عندما كنا نوجز آراء الدكتور جاكسون في الموضوع
٤ - التعليم الحر
ولما كان التعليم الحر يقوم بنفس الوظيفة التي تقوم بها مدارس الحكومة فان العناية به، والتدقيق في الإشراف على رجاله، والإمساك عن صرف الإعانات للذين يستطيعون أن يستغنوا عنها تماماً بمصروفات التلاميذ، أو للذين لا يستحقون منها شيئاً لأنهم محتالون أو شبه محتالين! ثم الحرص على تسليحه بالمدرس الفني الكفء عن طريق إعداد أكبر عدد من المدرسين في معهد التربية بأقصى ما يمكن من سرعة، كل ذلك يجب أن تحققه الحكومة في القريب العاجل حتى لا يكون هناك وجود لمدارس تسيطر عليها الفوضى ويشيع فيها الحشو التافه والإعداد السقيم!
٥ - توحيد الثقافة:
ولما كان تباعد العقليات في أبناء الأمة الواحدة يقسم الشعب إلى قسمين ويعرقل بذلك عملية الإصلاح والتجديد، فالواجب هو المبادرة بتوحيد الثقافة على قدر المستطاع كيما يكون التفكير متحدا والقلب مشتركا والتقدم متجانسا لا تخَلف فيه! على أنه يجب أن نحرص في ذلك التوحيد على طابعنا المصري دون أن نتعسف في الجري وراء كل جديد أو في التمسك بكل قديم!!