للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(عمله الذي يمل يومه ونهجه الذي يدير حياته)

وليس كل من في (دمشق) يقرأ لكاتب معين (فيقبل كل ما جاد به) هكذا بدون تروً ولا تفكير ولا رأى خاص. ولا يقرأ لكاتب معين، فإذا ما قرأه (لم يعلم لآرائه من القيمة والخطر ما يدفعه إلى مناقشتها) مع أنها بين يديه، وتحت سمعة وبصره

وأنا أعرف من معارفي وأصدقائي السوريين، من لهم فكرة ورأي ومن لهم شخصية مستقلة، فليطمئن المصريون على عقيدتهم في جيرتهم!

وليس أدل من صواب رأي بادئ ذي بدء في ترك مناقشة هذا الأستاذ من ظنه أنه متى جاء لي ببيت لشوقي على مثال تشبيه الرافعي الذي انتقدته، فقد انتهى القول، وبطل الجدال!

لا. يا أخانا. يقول ألف رافعي، وألف شوقي، وبقي بعد ذلك مجال للنقد والتعليق والكلام. . .!

وقد فهمت من كلامه أن (عمله) الذي يملأ يومه، ونهجه الذي يدير حياته، والذي يمنعه - وهو معذور - من متابعة خطوات الأدب والأدباء في مصر، وربما في دمشق، هو التدريس بالمدارس

فأنا - في إخلاص - أقول لحضرته إنه يؤدي مهمة جليلة يجدر به الاقتصار عليها، فليس من الضروري أن يكون كل إنسان أدبياً وناقداً، والمدرس عاطلاً ولا فارغاً ولا صاحب مهمة نافلة يتركها لسواها

فأما إذا لم يسمع هذه النصيحة، وأصر على الاشتغال بالأدب فله ذاك ما دام القانون لا ينص على شروط معينة فيمن يشتغلون بالآداب. . .!

وبعد فقد هممت أن أعاهد القراء على ألا أشغلهم بالالتفات إلى هذا الناس، بعد ما أصبحت يائساً أشد من فهمهم لما أقول، أو استعدادهم لمتابعة المدرسة العقادية في خطواتها. لولا أنني أعتقد أن للرسالة قراء آخرين غير الرافعيين، فلهؤلاء القراء أكتب؛ ولولا أنني أضطر تأدباً أن أرد على يوجه إليَّ الخطاب مهما كان شأن ما يقول

ولكن هذه في الحق خطة متعبة، وتأدب يكلف جهداً ومشقة؛ وأغلب الظن أنني سأعدل عنه، وسأسرع في استعراض البرنامج الذي وضعته للبحث منذ المقال الأول، وقصدي منه

<<  <  ج:
ص:  >  >>