قلت: وجدت كلام الشيخ في الأستاذ الرافعي (رحمه الله) طرفة فرويته، والله يشهد أني ما قصدت بروايته تنقص قائله
ثم نشر البلاغ في اليوم الثاني (٢٦ رجب ١٣٥٢) كلمة عنوانها (ليست جاهلية ولا مترجمة!) للفاضل (أمين الحافظ شرف بنيابة طنطا) قال فيها: (عاد الأستاذ الأزهري إلى دعواه أن كلمة (القتل أنفى للقتل) جاهلية، ولم يضف إلى براهينه الأولى شيئاً يعتمد عليه في تأييد هذه الدعوى رغم اعترافه بأنها لم ترد في عهد القضاء من عمر إلى أبي موسى كما وهم أولا ونبهه إلى وهمه الأستاذ الرافعي، وكل ما جاء به ليبرهن على جاهليتها بعض استنتاجات فرضية لا تقوم عليها دعوى. أما وقد بّين الأستاذ مصطفى صادق الرافعي أن تلك الكلمة لم تعرف قبل القرن الثالث الهجري ولم يروها أحد إلى ذلك العهد على كثرة ما روى عن الجاهليين فلا محل للقول بأن هناك أدلة عقلية أو منطقية، فهي ليست جاهلية ولا مترجمة! إلا أن تؤيدها الرواية الصحيحة أو يعرف أصلها الأعجمي!)
قلت: قول السيد أمين (رغم اعترافه) عربيته: مع اعترافه أو على اعترافه) والمعروف الاعتراف بالذنب، يقال: اعترف بذنبه وفي (الكتاب): (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) وفي حديث عمر: (اطردوا المعترفين هم الذين يقرون على أنفسهم بما يجب عليهم فيه الحد والتعزيز، كأنه كره لهم ذلك، وأحب أن يشتروه على أنفسهم) كما ذكرت (النهاية) و (استنتاجات) في كلمة (الأمين) غريبة في العربيات.
ثم ظهرت في البلاغ (غرة شعبان ١٣٥٢) كلمة عنوانها (أسئلة القتل أنفى للقتل) للأستاذ (أزهري، المنصورة) قال فيها: (الظاهرة أن الشيخ عبد العزيز الأزهري يريد أن تكون (القتل أنفى للقتل) جاهلية، فأن يتشبث برأيه ولا يرجع عنه يُطالبْ بجواب هذه الأسئلة:
المجمع عليه أن اللغة العربية هي لغة الرصانة والأحكام فلن تضع كلمة إلا موضعها، فهل يجوز أن تستعمل العربية (النفي) في تلك الجملة؟ وما معنى (القتل أنفى للقتل)؟ وهل توضح ألفاظ الجملة معناها؟ وما معنى (النفي) في اللغة؟ وهل استعملت مادة (ن ف ي) واللغة لغة والعرب عرب، في مثل هذا المقصد؟
فإذا أقام الشيخ عبد العزيز دهراً طويلاً يبحث فلا يجد للنفي في العربية مثل هذا الاستعمال، فهل تبقى (القتل أنفى للقتل) جاهلية أو عربية؟