قلت: النفي: التنحي، التنحية، الطرد الإبعاد عن البلد، التساقط: تساقط الشعر، التغريب الذي جاء في الحديث، الجحد (ومنه نفى الأب والابن يقال: ابن نَفيّ إذا نفاه أبوه) كما في التاج، الرد (نفيت الشيء إذا رددته، وكل ما رددته فقد نفيته)
ولو استُبدل (القتل) بـ (النفي) في العبارة الفارسية فقيل: القتل أقتل للقتل لصح اللفظ، ولكن تدهى الأذن والدماغ والعصب والجسم حينئذ داهية، وتجيء ثلاث (قافات خشنة كل قاف كجبل قاف) كما قال أحمد بن الحسين الهمذاني وتخالف العبارة قول المتنبي:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا ... قلاقل عيس، كلهن قلاقل
قال الكعبري في (شرح التبيان): (عاب الصاحب إسماعيل ابن عباد أبا الطيب بهذا البيت وقال: (ماله - قلقل الله أحشاءه - وهذه القافات الباردة) قال أبو نصر بن المرزبان: ثلاثة من الشعراء رؤساء، شَلْشلَ أحدهم، وسلسل الثاني، وقلقل الثالث. فالذي شلشل الأعشى والذي سلسل مسلم وأما الذي قلقل فالمتنبي. قال الثعالبي: فقال لي أبو نصر: فبلبل أنت. قلت له: أخشى أن أكون رابع الشعراء. . . ثم قلت بعد مدة:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فأنف البلابل باحتساء بلابل
كان الخطأ مطبعي في الكلمة السابقة (أسئلة) فنشر الأستاذ (أزهري المنصورة) كلمة عنوانها (التطبيع) - البلاغ ٨ شعبان - قال فيها:(بعثت إلى (البلاغ) والقوم يقتلون فيه (القتل أنفى للقتل) بحثاً - وقد قتلت، وقد رمست، وللأقوال كما للقائلين آجال - بكلمة فيها أسئلة، ولما جاءت إلىّ الجريدة وجدت وذكر الكاتب الخطأ المطبعي (لا الأخطاء كما يقول بعض الأدباء) ثم قال: فعجبت وما عجبت، وقلت هي المطبعة، وهي السرعة في العصر البراقيّ. وقد أردت أن أسمي مثل هذا فقلت: لما كانت الصحيفة والصحف والصحائف والقلم الكاتب قالوا: (التصحيف) فهل لنا - واليوم يوم المطبعة - أن نقول (التطبيع) وقل من يستعمل هذه اللفظة في هذا الزمان للمعنيين القديمين. والصحيفة الخطأ في الصحيفة مولدة، والتطبيع (الخطأ المطبعي) عصرية بنت العصر وفي بنات العصر كريمات)
ثم ظهرت في البلاغ ١٦ شهر رمضان ١٣٥٢ كلمة عنوانها (القتل أنفى للقتل مولدة لا جاهلية) للأستاذ محمود محمد شاكر قال: (كانت هذه الكلمة سبباً في لجاج بعض الكتاب حين قال الأستاذ مصطفى الرافعي في مقاله الذي نشر في بلاغ السبت (١٥ رجب ١٣٥٢