للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما ثانيهما فهو قول الأستاذ قطب نفسه يرّد على عتاب صاحبه: (. . . إن سيد قطب ليس هو الذي يمزق الكفان بالأظفار، والذي يمزّق بظفره (مخلوق آخر)، أكرم آدابي وآداب الناس أن أقول: إن الأستاذ (العريان) أو أحد زملائه من (فصيلته)! خشية أن نتدهور خطوة أو خطوتين بعده فيصبح من النقاش الأدبي المعترف به أن يقول الواحد للآخر:

(يا ابن الـ. . .) ويكون هذا من أساليب النقاد!)

تُرَى هل عرف القراء فرق ما بين المذهبين؟

نعم، ولكن لا بأس من زيادة البيان والايضاح، فقد يكون في القراء طائفة من أمثال الأستاذ سيد قطب، لا يقنعون بغير ما هو صريح الدلالة في موضعه وإن كانوا مثله (أخصائيين) في اللغة وفي أساليب البيان. . .

لقد ظل المرحوم الرافعي دائباً في تجديد الآداب العربية سبعاً وثلاثين سنة، يتردد أسمه في المحافل والنوادي ومجامع الأدب، فليس بين قراء العربية أحد لا يعرفه، وسيد قطب واحد من قرائها الأخصائيين في اللغة كما يعرف القراء، ولكنه مع ذلك لم يشرع قلمه ليجرَّد الرافعي من (النفس) ومن (الإنسانية) ومن (العقيدة) وليزيِّف أدبه ويكشف عيبه إلا حين غيَّبه التراب وآن أوان ذكراه. فهل يكون ذلك شيئاً غير تمزيق أكفان الموتى بأظفار. . .؟

ليس الأستاذ سيد قطب - ولا شك - كلباً، ولا ذئباً، ولا ثعلباً، ولا شيئاً من ذوات الظفر والناب؛ ولكنه مع ذلك - عندنا - يمزق أكفان الموتى بأظفار. . .

هذه هي عربيتنا نحن أنصار المذهب القديم، فبأيّ عربية فهمها الأديب الناقد المجدّد الأخصائي في اللغة وفي أساليب البيان الأستاذ سيد قطب؟. . . لقد فهم أننا نجرّده من إنسانيته وأننا نعني أنه. . . أنه. . . أنه ذو ظفر وناب. . .!

وأساء الظن بآدابنا وبنفسه. . . ورّد شتيمة بشتيمة، وزاد في الرّد عبارة يريد أن يجعلها من أساليب النقّاد. . . .

وعفا الله عنه؛ فما يملك أحدٌ يناله سيد قطب بالإساءة إلا أن يعفو عنه. . .!

. . . معذرة!

لقد فاتني أن أنوه بفضيلة من فضائل سيد قطب تتصل بهذين المَثَلين، وإنها لبسبيل من

<<  <  ج:
ص:  >  >>