قلها ولا تخش (صديقك) العقاد كما عبرت عن العلاقة بينكما قبل العدد الأخير، وأنت تتخاذل وتتضاءل وتدخل بعضك في بعضك، وتدعي صداقة الرجل الذي ثلبته وشتمته، ومهدت لشتمه بأحقر الوسائل.
قلها. ورزقك على الله!!!
أما سيد قطب. فسمه أديبا. سمه باسمه مجردا. فسيظل هو هو الذي أسقط عنك لحيتك المستعارة، وأثارك كل هذه الثورة وكشف للناس عن خبيئة نفسك، وحقيقة آرائك، ثم ها هو ذا الآن يمتحن رجولتك التي لا تثبت على رأي، ولا تواجه الخصوم و (الأصدقاء) بما يقابل به الرجال الرجال. أما أنك لم تفهم ما كتبت، فأبن الرومي يقول في هذا كلاماً أحيلك عليه إن كانت لك دراية به!
وقل بعد هذا ما تشاء، فلن اهبط مرة اخرى، ولن اجرف (الرسالة) ولا قراءها إلى حيث تابعناك قليلا في لغة الكلام
أما كلمتي اليوم عن العقاد، فعن كتابه (ابن الرومي. حياته من شعره) وإنما اخترت هذا الكتاب بالذات لأمور:
الأول: ما يدعيه خصوم العقاد من أن الصحافة تساعده، وتشهر مؤلفاته ولا تقبل نقالات النقد التي يكتبها نقاده.
والثاني: أن هذا الكتاب مظهر من مظاهر عبقرية العقاد الفنان والناقد. والبصير بالطبائع والفنون
والثالث: أن فيه تصحيحاً لكثير من النظرات الفنية وشرحاً لكثير مما نتحدث عن من (أدب الطبع)
فماذا كتب في الصحف عن هذا الكتاب الفريد؟
إنها بضع كلمات بين ثناء كالإعلان، أو نقد كالشتائم. وهي في مجموعها لا تساوي ما يكتب عن مؤلف صغير لأديب ناشئ
والحقيقة أن ذلك نصيب كتب العقاد كلها من الصحف، فإذا استثنينا (وحي الأربعين) والمعركة التي دارت حوله وجدنا ما يشبه التعمد في إدارات الصحف للسكوت عن كتب