للاهتمام بصحة فقراء التلاميذ. وكان للحرب الأوربية الكبرى أعظم الأثر في تدعيم مبادئ الديمقراطية والمساواة ظهر أثره بجلاء في ميدان التعليم والعناية بأمر الأطفال دون تمييز بين الطبقات. ويشير الأرل بلدوين رئيس الوزارة الإنجليزية السابقة إلى تلك النزعة الحديثة عندما يقول:(إن وجود نوع واحد من الثقافة من أقوى عوامل الوحدة والائتلاف بين أفراد الشعب، وإن إنجلترا لم تربح في الماضي بسبب عدم اهتمامها بتكوين التفاهم والارتباط العقلي بين طبقات الأمة. فلقد كانت مدارسنا مقسمة بحسب الطبقات لا بحسب الفروق العلمية. . . ولكن قد بزغ فجر عهد جديد الآن، فان بناء المدرسة الأولية الهرم قد أقيم أخيراً على أنقاضه بناء جديد. . .)
والواقع أن هذا القرن يمتاز بالرغبة والعمل على القضاء على آثار الفروق المادية والاجتماعية من ميدان التعليم، تلك الفروق التي لم تكن تؤدي إلى الاختلاف في أنواع الثقافة والتربية بين أبناء الشعب فحسب، وإنما كانت تحول في أغلب الأحايين دون ظهور نبوغ أبناء الفقراء لسبب إهمال تنمية مواهبهم مما ينتج عنه بطبيعة الحال إقلال عدد النابغين في الأمة خصوصاً إذا راعينا أن الطبقة الفقيرة لا يقل عدد أفرادها عن أربعة أمثال عدد أفراد الطبقة الغنية والمتوسطة معاً، وأن عدد النابغين فيها إن لم يزد على عدد الموهوبين في الطبقتين المذكورتين لا يمكن أن يقل؛ وهكذا يضيع نصف نبوغ الأمة سدى إذ يقصر على تأدية الأعمال الوضيعة التي لا تستغل ولا تنمي المواهب العالية
ولتحقيق أغراض التربية الحديثة يبدأ الاهتمام بأمر الأطفال الفقراء في سن مبكرة؛ فمن سن الثانية إلى الخامسة يرسل الأطفال - إذا أرادت الأم - إلى مدارس الحضانة التي توجد عادة في الأحياء الصناعية الفقيرة المكتظة بالسكان حيث تضطر الأمهات في أغلب الأحيان إلى مغادرة منازلهن في الصباح الباكر للعمل مع أزواجهن في المصانع؛ فتقوم هذه المدارس بتعهد الأطفال للعب في أمكنة معرضة لأشعة الشمس والهواء، وتزود بكل أنواع اللعب المعدة للتسلية والحركة والابتكار؛ ويقضي الأطفال اليوم في اللعب والغناء والحركات التوقيعية وسماع القصص المصورة كما يعودون على القيام ببعض الأعمال التعاونية كالاشتراك في إعداد مائدة الطعام وتنسيق الأزهار وترتيب الحجرة، كما يعودون على آداب المائدة والترتيب والنظافة واحترام رغبات الغير