للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

راض بحكمك فاعدلي أو جوري ... ولك المكانة فاهجري أو زوري

ناجيت فاتنتي فأشرق خدُّها ... بالحسن وقْعَ النور في البلور!

وربما سكتا عن حديث البشاشة فتكلمت العيون!

متحابان غاب عن يومهما العَذَل فدعهما حيث شاء لهما الحب ونجواه

وتلك عقيلة نَصَف على أنها مستتمة الملاحة لبقة بالغزل والتصبي، ذات وليد مرضع تحمله وصيفة زنجية متلففة. أقبلت العقيلة تمشي إلى رجل رزين الجلسة هو قرينها فيما يخيل إلى ناظره، أفنى هزيعاً من الليل في توقعها، فالآن حيث أقبلت تخطر حتى جلست إليه في غير تحية ولا كلفة. وإني لأشهدها الساعة تتململ حائرة النفس، وتتخبط برجلها تخبط الظبي في حبالته لترى الجلوس ساقها الضخمة الملتفة كأنها لفائف البللور، وتسارق جاراً لهم النظرات تنتحل لها العلات حذراً من يتقظ الريبة في نفس القرين، وتكثر أن تكشف جيب الثوب عن ناهد رخص مستدير تعلل به الوليد، وجل ما تعتمده أن ترى النظارة وبخاصة ذلك الجار أنها تحمل غض الرمان:

بنفسي من لو مرّ برْدُ بنانهِ ... على كبدي كانت شفاء أنامله

ومن هابني في كلّ أمر وِهبته ... فلا هو يعطيني ولا أنا سائله

وهذه فتاة أخرى تتردد بين الصبيحة والدميمة، على نصيب من رشاقة الدل واللباقة، ولكنها طياشة لا يحتويها مكان، تغرق في هذر وضحكات خليعة تستثير بهما هوى الجالسين كما يطارد الصائد الظبي إلى الحبالة فإذا هو أخيذ:

فرقت إني رجلٌ فروق ... من ضحكة آخرها شهيق

تجربات عدة صادقة أفدت منها أن العفاف لون من ألوان المرأة لا جوهر، وأن المرأة لا يسلم لها شرفها الرفيع كائنة من كانت إلا محرزة مكنونة، أو يراق على جوانبه الدم، وإنها إذا استشرفت للريبة استبيحت فلم تعتصم

ذلك رأيي في المرأة جد سديد، وإلا فما هذه النظرات الخائنة التي تخترق الصدور إلى الأفئدة؟ والتفلت من كل عقد اجتماعي أدبي؟

إن المرأة لتحسب أن من وحي الفطرة الزهادة في الأليف الفرد، وذهاب الحسن طلقاً مع الهوى كأنما تخشى عطلة الغزل، وتنفس بالحسن على التملك فيما يقول الإعرابي الغر

<<  <  ج:
ص:  >  >>