البريطانية فسعت لحلها بطريقة من شأنها الاحتفاظ بكرامة اللغة الصحيحة مع عدم المساس بلهجتها المحلية فهداها البحث إلى الاستعانة برأي لجنة استشارية مؤلفة من أعلام اللغة الإنكليزية أسندت إليهم مهمة توحيد النطق ووضع قواعد له وقيدت مذيعها باحتذاء هذه القواعد في إذاعتهم للأخبار والبيانات. واحتفظت فيما عدا ذلك باللهجات المحلية المختلفة وبذلك أمسكت العصا من طرفيها - على حد التعبير الغربي - على أن هذا الحل الوسط إذا أرضى مستمعي هيئة الإذاعة البريطانية فأنه لا يعتبر حلا كاملا لهذه المسألة الدولية التي ما زالت مدار بحث جدلي بين العلماء
حول لجنة من لجان الوزارة. .
حمدنا لوزارة المعارف عنايتها باللغة العربية والعمل على إنهاضها وتقوية أركانها، ووضع ما يضمن للتلميذ حياة أدبية خالصة تقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة بأساليب الأدب وضروبه. . .
وكنا نرقب مع الراقبين ما تطالعنا به اللجنة المؤلفة من أعلام وزارة التربية والتعليم لمعالجة مشكلة لغة الضاد، وما يجده الطالب من صعوبة في تفهم ما في بطون الكتب من معان وأفكار
وقد قامت اللجنة بوضع المبادئ التي رأتها صالحة لتقوية الناحية الأدبية من نفوس النشء، كما واعتمدت في عملها هذا على ما لها من خبرة واسعة بالتعليم وشئونه. . . بيد أن هناك ملاحظة بخصوص الكتب الحديثة التي اختارتها اللجنة على أنها صورة من أدب العصر، تدرس في معاهد العلم. وقد وقع اختيارها على الكتب الآتية:(قصص القرآن. ويوميات نائب في الأرياف وديوان الجارم. والنظرات. وزينب. وعلى هامش السيرة. والأيام. وديوان حافظ. والفضيلة. والمختار (الجزء الأول). وحياة محمد. ومطالعات في الكتب. وديوان شوقي. والمثل الكامل. وقادة الفكر. وعلى هامش السياسة. وحصاد الهشيم. وضحي الإسلام. وديوان البارودي. وابن الرومي)
وفي ذلك الاختيار كثير من التجني على الأدب والأدباء معا؛ فليس من الخير في شيء أن تختار اللجنة كتابين أو ثلاثة لأديب واحد في الوقت الذي أغفلت فيه طائفة من الأدباء الأفذاذ الذين لهم أثر ظاهر في توجيه الحياة الفكرية في الشرق، ولهم أيضا أدب أثر يمتاز