أكثر. وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر ووسطه أكثر من سائره الخ أ. هـ. كلام ياقوت
وهذا النظام لا يزال سارياً اليوم، ولكن حفر مدخل الشط في السنين الأخيرة لتتمكن السفن العظيمة من الدخول فصار المد أقل مما كان قبلا
وأما هواء البصرة فحار رطب. وكان من حسن حظنا أن كنا بها في أوائل أيار (مايو) فلم نصادف إلا هواء معتدلا بالنهار بارداً بالليل. وقد وصف القدماء هواء البصرة بشدة الاختلاف. قال الجاحظ: من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد، لأنهم يلبسون القمص مرة، والمبطنات مرة لاختلاف جواهر الساعات. ولذلك سميت بالرعناء، قال الفرزدق:
لولا أبو مالك المرجو نائله ... ما كانت البصرة الرعناء لي وطناً
وذلك أن ريح الشمال في البصرة باردة، وريح الجنوب حارة؛ ولذلك قال ابن لنكك الشاعر البصري:
نحن بالبصرة في لو ... نٍ من العيش ظريف
نحن ما هبت شمال ... بين جنات وريف
فإذا هبت جنوب =. . . . . . .
ويكمل الشاعر بيته بشطر لا يحسن إنشاده
وكانت البصرة إلى عهد قريب كثيرة الحميات، ويقول ابن بطوطة بعد ذكر المد والجزر: (وبسبب ذلك كان هواء البصرة غير جيد) وألوان أهلها مصفرةً كاسفة حتى ضرب بها المثل. وقال بعض الشعراء وقد أحضرت بين يدي الصاحب أترّجة
لله أترج غدا بيننا ... معبرا عن حال ذي عبرة
كما كسا الله ثياب الضنى ... أهل الهوى وساكني البصرة
وسمعت في العراق أن أهل البصرة قد ألفوا الحمى حتى أن أحدهم يكون سائرا مع صاحبه فيحس الحمى فيقول له: ائذن لي أن أذهب إلى البيت لأحمّ. هذا كله كان قبل أن تنالها يد العناية - عناية الحكومة العراقية. وأما اليوم فقد أصلحت الحكومة الطرق والأنهار والمستنقعات، وتوسلت بوسائل طبية كثيرة حتى قلت الحمى هناك جدا، ويرجى أن تزول