(أبلغ الكلام ما حسن إيجازه، وقل مجازه، وكثر إعجازه)
(أحسن الكلام ما أعرب عن الضمير، واستغنى عن التفسير)
(لا يستحق الكلام اسم البلاغة حتى يكون معناه إلى قلبك أسرع من لفظه إلى سمعك)
(البلاغة أن تظهر المعنى صحيحاً، واللفظ فصيحاً)
ولا ريب في أقوال الأئمة هذه، وفضيلة العربية بيانها، وفضيلة العربي التبيين، وهذا اللسان إنما هو اللسان المبين. ولو اطلع (حجة الإسلام) على (وحي القلم) وهو مقالات (الرافعي) في (الرسالة) لراقه فيه كلام جليّ، وسرّه قولٌ منوِّر
ووحي القلم هو كما قال فيه الأستاذ النابغة الموهوب (الدكتور عبد الوهاب عزام) في (الرسالة): (إن شئت فقل جنات في صفحات، وعباب في كتاب، وإن شئت فقل: إنه العالم في سطور قد انتظم، ووحيٌ إلهي سماه الرافعي وحي القلم)
أجاب الأستاذ أزهري المنصورة الأستاذ الرافعي (رحمه الله) في (البلاغ في ٢ من ذي القعدة ١٣٥٢) فمما قال:
(١ - انتقد الشيخ إبراهيم اليازجي استعمال المصدر لحظي في مقالة (لغة الجرائد) فقال: (ويقولون طلب الحظوى بهذه النعمة وسرتني الحظوى بلقاء فلان، والصواب الحظوة بالهاء) وهو في نقده هذا مصيب، وقال ما قاله في شأن حظي بالشيء في غيرها من مجلته (الضياء)
٢ - ما حقيقة (ظفر بالشيء وحظي بالشيء) وهل اللفظتان عربيتان، وقد نجمتا في (الجزيرة) وكانتا من المجاز، فكانت الأولى من إنشاب الضاري أظفاره في فريسته أو الصائد في طريدته، وكانت الثانية من حُظوته بحظوة أو حِظاء أو حظوات للصيد أو غيره؟
فإن كانتا عربيتين وكان أصلهما ذلك الأصل فظفر بالشيء وحظي به سواء، والحظ إن كان عربياً فمن (الحظوة) لا من غيرها
٣ - الحضرة، المجلس، (المشهد) المقام (المقامة) بمعنى واحد فتقول: رأت حضرة أعضاء المجمع اللغوي، أو قال مجلس أعضاء المجمع (أو قالت مقامتهم) ولا تقول: قالت حضرات