ولقد تكلم في هذه المدينة فأشار إلى ما كان يجري على الألسن يومئذ حول حق الاتحاد في رد الولايات الخارجة عليه بالقوة؛ ولقد عد أنصار الجنوب ذلك العمل عدواناً؛ فتساءل الرئيس هل يكون في الأمر عدوان إذا لجأت حكومة الاتحاد إلى المحافظة على ما تملك هناك من عقار، أو إذا حافظت على سبل مواصلاتها وحرصت على جباية المال المقرر على البضائع الواردة؟
واستقبل إبراهام في سنسناتي استقبالا لم تر هذه المدينة لأحد من قبل نظيراً له؛ وتزاحم الناس عليه يريدون رؤيته وباتت المدينة في مثل فرحة العيد، ففيها الأنوار الوضاءة والأناشيد الصداحة والجموع الغفيرة المستبشرة، وفيها ما هو أعلى من سمات العيد هذه ألا وهو الحب الصادق تفيض به القلوب
ومر بحدود كنتوكي وهي ولاية من ولايات العبيد تشتد فيها الدعوة إلى الانسحاب من الاتحاد فقال يوجه الكلام إلى أهلها مشيراً إلى ما اعتاد أن يخاطب به أهل الجنوب من قبل:(أي مواطني أهل كنتوكي، هل لي أن أدعوكم بمثل ما أدعو؟ إني في موقفي الجديد، لا أجد حادثاً ولا أحس ميلا يدعوني أن أغير كلمة من هذا، فإذا لم تنته الأمور إلى الخير فثقوا أن الخطأ ذلك لا يكون خطئي. . .)
وفي بتسبرج أفصح عن سروره أن كان استقباله هناك استقبالاً شعبياً لا أثر للحزبية فيه ثم قال:(إذا لم تجتمع كلمتنا الآن لننجي سفينة الاتحاد القديمة الطيبة في رحلتها هذه، فلن يكون ثمة من فرصة بعدها لقيادتها إلى رحلة غيرها)
وفي محطة من المحطات الصغيرة وقف لنكولن بعد أن قرت حماسة المستقبلين فقال إنه يذكر أن خطاباً جاءه من فتاة هذه بلدتها تسأله فيه أن يطلق لحيته، ولقد فعل كما أشارت فهو ذو لحية اليوم كما يراه الناس، ثم عبر عن رغبته في رؤية تلك الفتاة إن كانت حاضرة، فبرزت من الجموع تلك الفتاة ومشت على استحياء حتى وصلت إلى الرئيس، فقبلها قبلة على جبينها، والناس بذلك معجبون فرحون!
وفي ألبني عاصمة ولاية نيويورك العظيمة كانت حفاوة الناس به شديدة؛ وكذلك كأن شأنه في مدينة نيويورك التي سبق أن زارها لأول مرة من قبل ليخطب الناس فأصاب من