يقول الأستاذ إن المذهب الجديد في الأدب الذي يقول عنه الأستاذ إنه بدأ منذ ثلاثين سنة خطر على الأخلاق والدين، فهل يستطيع الأستاذ أن يأتي بأبيات من شعر هذا المذهب الجديد في شناعتها كأبيات ابن الرومي النونية التي يقول فيها:
صوت يد العجان في العجين ... أو صوت رجلي عامل في الطين
وهي أبيات قد أختارها له السيد توفيق البكري في كتاب (صهاريج اللؤلؤ) الذي ألفه كي يقرأه الناس رجالا ونساء وفتياناً وفتيات، والبكري كما يعلم الأستاذ الغمراوي كان شيخ السادة البكرية ورجلاً من رجال الدين والفضل ومن أدباء المذهب القديم، ولكنه لم يتحرج من إطلاع سيدة أو فتاة فاضلة على ما في كتابه هذا من المجون الشنيع. ولأن يعطي الأديب من أدباء المذهب القديم أي قول قاله شعراء وأدباء المذهب الجديد لأخته أو لفتاة من أقربائه لتقرأه؛ لأَصون لها ولأخلاقها من أن يعطيها كتاب صهاريج اللؤلؤ هذا إلا إذا طمس المجون قبل أن يقدم إليها الكتاب. وقد طبع الشيخ شريف جزءين من ديوان ابن الرومي في أحدهما أرجوزة مطلعها (رب غلام وجهه لا يفضحه) وفيها يصف طرق اللواط في أوضاع وأشكال مختلفة. وقد عنى الشيخ شريف بشرح لفظه ومعناه كما عني السيد توفيق البكري بشرح الأبيات النونية. والشيخ شريف كان مفتش اللغة العربية وأديباً من أدباء المذهب القديم، ولكنه لم يتحرج كما لم يتحرج البكري من شرح وطبع هذا المجون وإيضاح معناه كي يقرأه ويفهمها الفتيان والفتيات. فأي أديب من أدباء المذهب القديم يرى أن يعطي أخته أو أخاه الصغير هذا الكتاب، أو أن يطلعهما على قصيدة ابن الرومي أيضاً في (بوران). أو على ديوان أبي نواس أو على ما في كتاب الأغاني أو كتاب يتيمة الدهر للثعالبي من مجون لا تسمح أية دولة أوربية بنشره، بينما أدباء المذهب القديم يشرحونه ويطبعونه ويستحلونه في مجالس أنسهم ويضحكون تفكها به، حتى إذا جاء ذكر ما يسما بالمذهب الجديد وأثر الأدب الأوربي فيه أخذتهم رعدة الغضب وادعوا أن المذهب القديم عماد الأخلاق والدين، وأن المذهب الجديد بؤرة المجون والإباحية والإلحاد. إن المسألة بسيطة والأمر هين. نستطيع أن نطبع على الناحية اليمنى من صفحات المجلة ما نجده من مجون وإباحية شعراء المذهب القديم في العصور المختلفة حتى عصرنا هذا، وعلى هؤلاء