وإني لأعجب لمسلم استنار قلبه بنور القرآن يقبل هذه المقالة الشنعاء في الإسلام فلا حول ولا قوة إلا بالله
لذلك إذا أحسنا الظن بالشيخ - كما هو شأن المسلمين مع سلفهم الصالح - واعتقدنا فيه الكمال، فلنكذب نسبتها للشيخ ونسترح، فإن الاشتغال بتأويل كلام غير المعصوم من العبث وتضييع الوقت. ثم لأن سند نسبة المقالة للشيخ واه من أصله لضعف سند الوجادة إن صدقنا من قال إن الخط خط الشيخ. وقد جرب المحدثون التغفل على الكثير من العباد والمتصوفة، لذلك ضعفوا رواية كثير منهم كما هو مقرر في فن المصطلح. كما أننا جربنا الكذب والبهتان والتغفل والبله على كثير من الأتباع لما يحملهم عليه التعصب الطرقي والتحزب المذهبي وحب انتشار الطريق، لأن ذلك من أساليب الارتزاق، واستغلال استبلاه المغفلين الجاهلين، يحببون إليهم الطرق بتكثير ثواب الأعمال وطرح المشاق وسهولة الوصول وتخفيف المسؤوليات أمام الله.
فيقولون للمريد: من عمل في طريقنا قليلاً كان له أكثر من الأجر الذي يكون لغيرنا بأضعاف. فإذا كان لمطلق المسلم ليلة قدر واحدة في السنة فالتجاني كل لياليه ليلة القدر. وإذا كان لغيرنا على الحسنة عشر حسنات فلنا آلاف الحسنات؛ وإذا كان غيرنا عليه حساب ومسؤولية أمام الله ثم عقاب، فنحن ندخل الجنة بغير حساب. نحن لنا سيد أحمد التجاني ضامن وهم لا ضامن لهم؛ وكل تجاني يحضر سيدي أحمد لقبض روحه. إلى غير هذا مما هو معلوم لدى كل من خالطهم، فيصورون له طريق التجانية بأجمل صورة يتصورها الوهم. فكأنها ورقة حماية من دولة لها سلطة عالمية، تعلى من يجير ولا يجار عليه، فكأنهم نسوا القرآن
فبهذا صارت الطريقة التجانية في نظر أهل العلم بالسنة والكتاب كأنها مسجد الضرار ضد الإسلام
فالله يقول في نبيه خاتم النبيين، وهم يقولون في الشيخ التجاني هو الختم، وهو لبنة التمام للأولياء، فحجروا على الله ملكه وقطعوا المدد المحمدي وهم لا يبالون أو لا يشعرون، وحتى إن شعروا فالمقصد يبرر الواسطة؛ وإذا سمعوا أن النبي أفضل النبيين قالوا أن التجاني رجله على رقبة كل ولي لله بهذه العبارة الجافة من كل أدب والجارحة لعواطف