ابن الطيب القادري في مناقب سيدي أحمد بن عبد الله معن الأندلسي، والمقصد الأحمدي قد طبع فبان عوار جواهر المعاني حتى الشعر الذي قيل في سيدي أحمد بن عبد الله أخذه بنفسه وجعله في الشيخ التجاني ونقل الفضول بلفظها، بل كل ما وصف به سيدي أحمد بن عبد الله جعله وصفاً لشيخه ظاناً أن اتحاد الاسم اتحاد للوصف. وذلك ما يدلك على براءة الشيخ التجاني من كل ما تضمنه الكتاب المذكور
ومن أغلاط أدباء هذه الطائفة وغلوِّهم المفرط أنهم جعلوا قانوناً لطريقتهم ضمنوه مختصراً على لهجة مختصر الشيخ خليل المالكي نسقاً وأسلوباً، وبينوا فيه الأحكام الخمسة من وجوب وحرمة وندب وكراهة وجواز كأنهم لم يسمعوا قوله تعالى (إن الحكم إلا لله)
ومن عجيب أمرهم أنهم جعلوا حكم الردة عن طريقهم أقسى وأهول من حكم الردة عن الإسلام
فإن من ارتد عن الإسلام تقبل توبته ولو تكررت:(إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا) الآية. أما من أرتد عن الطريق التجاني فلا تقبل توبته وليس له إلا الخلود في النار والموت على سوء الخاتمة، ويبقى عندهم ملحوظاً بتلك السمة، ولا مطمع في قبول توبته، ولو أناب ورجع لطريقهم. ويظن بعض أنه لو كانت لهم سلطة متمكنة لقتلوه وما استتابوه
فعملهم هذا يتخيل منه أن لهم برنامجاً خاصا يستدرج طريقهم لتصير ديانة مستقلة عن الإسلام. . . حكي لي أن محمد الأمين الشنقيطي لما ألف المختصر المذكور ظاناً أنه عمل عملاً عظيماً حميداً - جاء به إلى الأستاذ العارف سيدي العربي الموساوي ساكن زرهو، وهو من علماء هذه الطائفة الكبار ومقدميها الأخيار؛ فلما اطلع عليه وبخه توبيخاً عنيفاً قائلاً: أتجعلون طريقنا مسجد الضرار للإسلام؟ السنة تجمعنا والبدعة تفرق بيني وبينكم، أو ما هذا معناه. ولم يقدروا على إظهار هذا المختصر إلا بعد وفاة هذا السيد الجليل رحمه الله. وبعد موته وجد في تركته فسرقه من سرقه ونسبه لنفسه وطبع ونشر فكان موت الأكابر زلة الأصاغر
لقد وقع مثل هذا في الديانات تسلط عليها الجهلة فأفسدوها ظانين الإصلاح فكيف بالطرق؟
وهذه صورة مصغرة ترينا كيف وقع في الديانات حتى اختل نظامها وطمست أعلامها وهرمت بالقلب والإبدال الذي أشار إليه القرآن. . .