للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أساسيا كافيا للإنسان، وهذه متفرقة على سطح البسيطة، وهي كالحيوان لها مواطن خاصة من سطح الأرض، فمنها الأفريقي والأسيوي والأمريكي، وفي هذه المواطن دون سواها نشأت المدنيات البائدة، حتى ليكاد الفكر والبحث يردّ كل مدنية قديمة إلى حب أساسي، وكل حضارة بائدة إلى ثمر أصلي. فالمدنيات الأمريكية قبل كولومبس تركزت في الأصقاع الاستوائية وامتاز كل منها بغلة كانت أساسا لمدنية، فغلة المكسيك الذرة، وغلة بوليفيا واكوادور وبيرو البطاطس، فحضارة المكسيك العتيقة التي كشفت عنها الحفائر الحديثة حضارة ذرويه، وحضارة أمريكا الجنوبية بطاطسية

وليس معنى هذا أن تلك البلاد لم تنتج من النباتات غير الذرة والبطاطس، فقد أنتجت أنواعا من الخضر والفواكه لكنها ثانوية في تغذية الإنسان. وفي الدنيا القديمة، أو التي لا نزال نسميها الدنيا القديمة على الاعتبار الخاطئ، ان أمريكا لم يكن لها حياة مسرفة كذلك في القديم قبل أن (اكتشفها) كولومبس، تركزت فيها المدنيات حول المناطق التي تنتج أغذية أساسية لحياة الإنسان. وهي القمح والشعير والقرطم والشيلم وتنبت فيما حول البحر الأبيض المتوسط وآسيا الصغرى والجانب الجنوبي الغربي لآسيا، والأرز في الهند والصين. ولا نزال اليوم نجد نوعا من الأرز البري ينبت (شيطانيا) في الهند وفي جنوب الصين؛ وهو لا شك جَدٌّ لأنواع الرز الحديثة. كذلك نجد في آسيا الصغرى وفي الجنوب الغربي لآسيا أنواعا من النبات تمتّ إلى القمح والشعير والقرطم بوشائج من الرحم على بعدها بيِّنة واضحة

ومن المدهش أن نباتات أمريكا فيما قبل (كولومبس) أي عام ١٥٠٠ ميلادية تختلف كل الاختلاف عن نباتات الدنيا القديمة. فلم يكن بينهما نبات مشترك واحد. كان في أمريكا الذرة والبطاطس والبطاطا وأنواع من الفول والطماطم والفلفل والفول السوداني والأناناس والجوافة والكاكاو وغير هذه من أجناس أخرى غير مشهورة لدى الناس. ولم يكن في أمريكا في تلك العهود من حيوانات الدنيا القديمة غير الكلب. وكان في الدنيا القديمة من النباتات المستأنسة القمح والشيلم والشعير والقرطم والدخن، والأرز وكلها حبوب أساسية في تغذية الانسان، واللفت والبصل والسبانخ والخس والحمص والعدس والسمسم وغيرها

قال العمدة النباتي (ألفونس دي كندول) في كتابه الأثري (أصل النباتات المزروعة) عام

<<  <  ج:
ص:  >  >>