من خطب ذلك الذي يحدثكم الآن، وإني لأقتبس من إحدى تلك الخطب حين أقول ليس لي من غرض مباشر أو غير مباشر في التدخل في نظام العبيد في الولايات التي يقوم فيها ذلك النظام. . . وإني أعتقد أنه ليس من حقي أن أفعل ذلك، وأن الذين رشحوني وانتخبوني إنما فعلوا ذلك وهم على علم تام أني صرحت كثيراً بمثل هذا، ولم أتزحزح مرة عما قلت)
ولم يقف الرئيس في اعتداله عند ذلك الحد، بل لقد ذهب إلى التصريح بأن العبد الفار إلى الولايات الحرة لا تمنح له الحرية. ولقد أشفق كثير من أنصاره من هذا التصريح، ولكن لنكولن يستند في ذلك التصريح إلى مبادئ الحزب التي لا يمنح بمقتضاها العبد حريته إلا إذا ذهب مع سيده غير فار إلى ولاية حرة وأقام فيها
وتكلم لنكولن عن انسحاب الولايات من الاتحاد فقال:(لن يخول القانون لأية ولاية حق الانسحاب) ثم أردف قائلا أن القسم الذي أقسمه على المحافظة على الدستور يجعل لزاماً عليه أن يقوم بواجبه فيعمل على أن يكون قانون الولايات المتحدة نافذاً في جميع الولايات. وأختم الحديث في هذا الموضوع بقوله: (إني واثق أنكم لن تحملوا على التهديد كلامي، بل إنها كلمة الاتحاد يعلن أنه سوف يحمي ويدعم بناءه على أساس من الدستور. وهو إذ يفعل ذلك لا يرى ثمة حاجة إلى سفك الدماء والعنف، وسوف لا يكون شيء من هذا إلا إذا أجبرت عليه السلطة القومية
وأشار إلى الوحدة من الناحية العضوية فقال أن نصف الشعب لا يستطيع أن يقوم بغير الآخر، وإذا كان في الدستور عيب فمن الممكن إصلاحه على يد مؤتمر يجتمع فيه ممثلو الشعب. فإذا رأى الشعب الانفصال حقاً لكل ولاية فله رأيه وليفعل كما يرى، أما هو فليس لدبه من قوة إلا ما منحه الشعب
وتكلم عن الداعين إلى الثورة فقال إنه لا مبرر للثورة إلا إذا لجأت الأغلبية إلى الطغيان؛ ومثل هذا المبرر لا وجود له، وإن الانسحاب معناه الفوضى ولا نتيجة للفوضى إلا الاستبداد. . .
واختتم لنكولن خطبته بتلك العبارة التي اقترحها سيوارد وتناولها بالتعديل قال: (لسنا أعداء بل نحن أصدقاء؛ ويجب ألا نكون أعداء. ومع أن الغضب قد جذب حبال مودتنا فيجب ألا