- لك الله يا زهرة البنفسج! كم أنت حزينة. . . أرغبت عن الحياة بين الأعشاب؟ أتريدين العيش وسط الخمائل والرياض؟ تكلمي. . . أيتها الزهرة الصامتة!
-. . . . . .؟
- أأصابك الملل يا حسناء من أولئك الفراشات اللائي يطفن حولك ليل نهار ويتشاجرن من أجلك ويسعين لتقبيلك؟
فتنهدت الزهرة ولم تقل شيئا
قالت الجنية:
- لشد ما يغيظني صمتك يا زهرة البنفسج! ألم ترقك الحياة هنا؟ أتريدين أن تعيشي في قصور الأميرات لتوضعي في أواني الصين الفاخرة فيعجب من حسنك كل من يراه! ولتحلي صدور أولئك النواعم الحسان. . .! آه منك يا زهرة البنفسج. . . لم لا تكلمينني!
قالت الزهرة:
- كلا يا أختاه. . ولكن حسبت أن زهرة البنفسج هي أجمل الأزهار، وما علمت أنها صورة الحزن ورمز الألم. .! وأنا أنفر كما تعلمين من الحزن وأخاف الألم. . . آه لو كنت زنبقة في إحدى الرياض. . . أن الزنبق لأجمل الأزهار. أليس كذلك؟
- أوه! أهذا كل ما تتمنينه؟ إذن كوني زنبقة كما تريدين!
فانقلبت زهرة البنفسج إلى زنبقة ما رأت العين أجمل منها أبداً. ولكن. . . لقد عاودتها الكآبة بعد أيام. إنها تريد أن تكون ياسمينه بيضاء. . كلا. . كلا، أن الفل أجمل من الياسمين. . وأن شذاه لمسكر! ولكن. . . الورد. . . الورد. . أليس الورد ملك الأزهار؟ إنها تريد أن تكون وردة. . . وردة حمراء. . .!
وانقلبت الفتاة من زنبقة إلى ياسمينه، ومن ياسمينه إلى وردة؛ عندئذ قالت:
- الآن طاب لي المقام وطاب لي العيش. لقد أصبحت سيدة الأزهار وهدية الأحباب إلى الأحباب. . .! وما عليَّ إلا أن ألهو براحة وهناء. . .!
فلما كان الليل رأت فتى وإلى جانبه فتاة يتقدمان على مهل حتى أستقرَّ بهما المكان إلى جانبها. فهمست في أذن جارتها: