كما أن ببلادنا نوعاً غريباً من التلقيب وهو دلالة الكنى على أسماء معينة: مصطفى (أبو درش) يوسف (أبو حجاج) حسن (أبو علي) إسماعيل (أبو السباع) علي (أبو علوة) إبراهيم (أبو خليل) محمد وأحمد ومحمود (أبو حميد) كل اسم مصدر بعبد (أبو عبدة) سليمان (أبو داود)
وقد جرت مصر على عادة الألقاب ففيها، كلمتا (أفندي) و (شيخ) وهما تمنحان بلا حساب ولا رقيب، ولقب حاج ويقابله عند المسيحيين المقدس، ولا يلقب بهما إلا من تمتع بالوصول إلى الأماكن المقدسة. وأما بك وباشا فهما من حق صاحب الجلالة مولانا الملك ينعم بهما على من يشاء. ومن الألقاب التي تملكها كل سيدة لقب (هانم) إلا أن العرف والعادة خصت الفتاة قبل الزواج بالآنسة وأطلقت عليها بعد الزواج لقب (السيدة) وقد سار الغربيون على عادة ذكر الزوج بعد اسم زوجته بدل أبيها. ولقد حاكاهم أخيراً كثير من المصريين وشاعت هذه الطريقة الآن , ومن أشهر من سمي بها (صفية زغلول. هدى شعراوي) وكثيرات غيرهما
وقد درج الناس على أن ينعموا بأحد اللقبين (أفندي وشيخ) على من يشاءون، يسمون من كان مطربشاً بالأول ومن كان معمما بالثاني، وفي ذلك من الحيد عن وجه الصواب وما فيه. أما الشيخ فهي كلمة عربية ومعناها (من تجاوز سن الشباب) أو (من توفرت له حكمة الشيوخ وفضلهم ولو كان شاباً). أما الأفندي فهي كلمة تركية كانت تطلق على ولي العهد في تركيا زمن الخلافة، ثم نقلت إلى مصر وشاعت فيها. وإنجلترا تسير على نظام الألقاب (مستر وسير ولورد) أما فرنسا فقد ألغيت فيها الألقاب ولم يبق للعظيم والحقير إلا كلمة (مسيو)، وكذلك فعلت تركيا في عهدها الأخير. وفي سوريا قررت الكتلة الوطنية هناك إلغاء جميع الألقاب من باشا وبك وأفندي وصاحب الدولة والفخامة والعزة والاستعاضة عن كل ذلك بلقب (السيد)؛ وقد قابلت الطبقات السورية كلها هذه الخطة بالمدح والاستحسان. أما في مصر فقد صدر قانون منذ خمس سنوات يحرم ألا يلقب بلقب إلا من أحرزه، فقلل بذلك الألقاب الزائفة إلا أن الأمر مع الأسف اقتصر على المكاتبات الرسمية والصحف. أما في غير ذلك فلا زال الناس يكيلون بغير حساب. وحسناً تفعل الحكومة المصرية لو أنها ألغت جميع الألقاب فيصبح متساوين ولا فضل لأحد على أحد إلا بعمله