يتعلق بالحديث والرجال، وما يتعلق بالفلسفة والتاريخ، وما يتعلق بالطبيعيات والطب وغيرها من العلوم والفنون - ويقول العلامة السيد سليمان الندوي: نحن، أهل الهند نفتخر، مع إفلاسنا العلمي في هذه الأيام، بهذه الدرر الثمينة النادرة التي أخرجها مجمع المعارف في (حيدر آباد) إلى طبقات العلماء ونرجو أن يعود إلينا مجدنا العلمي تحت ظل الدولة الآصفية.
ولقد فكر القائمون بأمره في عقد اجتماع سنوي عام يدعى إليه العلماء الممتازون في العلوم العربية بأنحاء الهند تنشيطاً للحركة العلمية وتمهيداً لتوسيع أعمال المجمع بالاستفادة من مواهب العلماء الأجلاء غير أعضاء المجمع في البحث والتحقيق، فانعقد الاجتماع الأول الذي دام أربعة أيام من ٩ إلى ١٢ يوليه سنة ٩٣٨م في خمس جلسات أولها في إيوان البلدية الفخم حضرها أركان الدولة الآصفية وأساتذة العربية في جامعات الهند المختلفة وأرباب العلم وجماعة من الطلبة النابهين، وعلى كرسي الصدارة السر أكبر حيدري الوزير الأعظم. ثم التمس من القارئ إبراهيم رشيد أن يتلو ما تيسر من القرآن بصوته الرخيم، ثم ألقى خطبته الافتتاحية وذكر فيها خدمات المجمع في السنين الماضية بعد أن تلا على الحاضرين رسالة ملكية آصفية مفعمة بالعبارات الرقيقة والعواطف السامية.
فقام النواب مهدي يارجنك وزير التعاليم والسياسات ورئيس المجمع فألقى خطبة بلسانه المبين ذكر فيها غرض المجمع وغايته وما تم من الخدمات وما درج في البرنامج من الأعمال التي يرجو أن يتمها المجمع بتوفيق الله ومساعدة العلماء - وبعده ألقى مولانا عبد الله قصيدة عربية تخليداً لهذا الاجتماع العظيم واليوم المبارك
ثم انعقدت الجلسة الثانية في اليوم التالي وكان الشيخ إبراهيم حمدي، شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، النزيل بحيدر آباد الآن، حاضراً، فتفضل بتلاوة آيات من القرآن على النغمات الحجازية. ثم اقترع على من يكون أول المتكلمين في الجلسة فاستخرج بطريق القرعة اسم العلامة السيد سليمان الندوي فقام وألقى بحثاً مستفيضاً عن (كتاب المعتبر) وهو كتاب غير مطبوع للفيلسوف أبي البركات البغدادي الذي عاش في القرن السادس الهجري، وألف كتابه هذا في نقد فلسفة أرسطو ومنطقه وهو كتاب وحيد في بابه فريد في فنه، ثم تكلم الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي الذي حضر إلى مصر في السنة الماضية لطبع