هي رسالة من آنسة أديبة في أسيوط كتبت إلى الرافعي تسأله أن يكتب رسالة خاصة إلى أبيها - وقد سمْته في رسالتها - يعيب عليه أن يعضل ابنته ويردّ الخطَّاب عن بابه حرصاً على التقاليد. . .
. . . ثم رسالة من (مأذون شرعي) يحصي فيها للرافعي بعض ما مر عليه من أسباب الطلاق في الأسر المصرية، ويردها كلها إلى سوء فهم الناس لمعنى الزواج وحرصهم على تقاليد بالية ليست من الدين ولا من المدنية، وفي هذه (الإحصائية) الطريفة قصص خلقية بأن تنشر لو وجدت من يحكيها على أسلوب فني يكسبها معنى القصة
واعجب ما قرأت من رسائل النوع الثاني، رسالة جاءته بعقب نشره مقالة (الأجنبية) عليها خاتم بريد (شطانوف) فلما فض غلافها لم يجد فيها إلا صفحات ممزقة من الرسالة التي نشرت فيها القصة ومعها ورقة فيها هذه الأسطر:
سيدي الأستاذ إن كان لا بد من رد فهذا هو خير رد، وإن كان لا بد من كلمة فكلمتنا إليك هي تلك الكلمة التي ختمت بها هذا الكلام المردود إليك
(مصري)
ومن النوع الثالث من هذه الرسائل، كان استمداد الرافعي ووحيه ودنياه الجديدة، وإلى القراء نماذج مختلفة من هذه الرسائل
١ - هذه رسالة فتى في العشرين، يكتب إلى الرافعي من الإسكندرية يقول:
(أستاذي الكبير
(ليس لي الآن إلا ربي وأنت يا أستاذي، وإن من حقك عليَّ أن أسألك حقي عليك وقد هداني الله إليك
(. . . قرأت وتدارست ما كتبته عن الانتحار، فماذا تقول في امريء علم عمن الجنة تحت أقدامها أنها فسقت وزلْت. . فهو يتحين الفرصة ليقتلها. إني أبكي يا أستاذي إذ أعيد هذا القول.
أبكي دماً. لي أخوة وأنا أكبرهم، ولا أخاف إلا أن لي أختاً.
وأبي - غفر الله له - ليس له ما يكون للرجل من معاني الرجولة ليضمن ألا يكون في بيته شيء مما قد كان. . .