للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سدنتها يباركون (العريس) الجديد، يباركون الزائر القادم، يباركون هذا الجندي الفارس الملثم من جنود صلاح الدين. . .!

اليوم تأتمرون وتصلون لأجل فلسطين، يا بقايا السيوف، وأحفاد الفاتحين!

واليوم أنتم اليد الملائكية الناعمة، تمتد في هدأة الليل، لتكفكف دموع ذلك اليتيم العربي الهائم على وجهه في فيافي بئر السبع؟ يفتش عن جثة الأب الشهيد!

أنتم اليوم قطرات الندى يتساقط في غلس الفجر على قبور الشهداء فترف على زهرات هذه القبور؛ تلك الزهرات التي رويت من دم قلوبهم فتفتقت - في رواءها ونضرتها - رمزاً حياً لأمانينا ومثلنا، رمزاً لأماني العروبة المجاهدة في فلسطين!

أنتم اليوم زمجرة الثأر تعصف فتهتز لها طرباً عظام الشهداء الهاجعين في سفوح الجبال، وترقص عليها النسوة المروعات في الأسحار!

أنتم اليوم لمعة النور تومض في معامي الأفق الغائم، فتهفو لها قلوب المؤمنين الآمنين المحاصرين في أجواف الدور، وشعاف الجبال، في فلسطين!

أنتم اليوم بسمة الأمل لمن خلف المجاهدون في فلسطين وراءهم من شيوخ وأطفال ونساء!

أنتم اليوم، لحن العزاء لهؤلاء الشيوخ المكابدين لواعج الأحزان على حرمات تنتهك، ونفوس تزهق، ووطن يستباح، وشعب يموت، وحق يهضم، لسواد عيون شعب (مدلل) جميل، لسواد عيون الحسان من بنات صهيون!

أنتم اليوم شبح القصاص يطارد، بعد موهن الليل. بنات صهيون المجررات عند الأقصى أذيال الخطايا والآثام!

أنتم اليوم حلم الخلاص الجميل يداعب جفون العذراء العربية عند مهد المسيح الغارقة في غفوة الأحلام؟

أنتم. . . أنتم. . . وإن لم يكن بيدكم هذا السوط الذي يهزه اليوم هتلر وموسوليني في وجههم. . . فإذا هم كالأنعام. . .

أنتم. . . أنتم. . . وفيكم اليوم ما يخيف: فيكم تاريخ يثور، وماض يبعث، وحاضر يتوثب، ومستقبل يتوعد، وعلى لسانكم - فوق هذا وذاك - حق يتكلم

والمجرم، المجرم، يا قوم؛ هو أجبن خلق الله وإن كان أقوى الأقوياء! هو يحمل اللعنة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>