بعد الفينة كلما أردت أن أنزه نفسي وأطربها وأربحها من متاعب الحياة. إذن حل عندي (وحي القلم) محلاً رفيعاً لما حوى من مختلف الموضوعات التي جاءت بأفصح عبارة وأبلغها، بل تتحدى كل كاتب أن يأتي بضرعها؛ ولا سيما لأن أغلبها لم تمر على خاطر من سبقنا في الكلام؛ ولهذا اعتبرت دائماً الأستاذ الرافعي جاحظ العصر، أو أبن مقفعه، أو بديع زمانه. وقد نصحت لكثيرين من أبناء العراق أن يطالعوا ما كتبه أو يكتبه إذا أرادوا الجري فالسبق في ميدان الفصاحة والبلاغة ورفيع الإنشاء، فأخذوا بكلامي
بقي الآن أن أسألك عن أشياء لم أستطع أن أهتدي إليها، فالرجاء منك أن تعينني على تفهمها:
١ - جاء في الجزء الأول في ص٦ ذكر (الكهربائية) والذي اعلمه أن الكهرباء قصور لا ممدود. وقد صرح بذلك صاحب تاج العروس؛ وجاء بالقصر أيضاً في جميع أسفار الأقدمين من العصر العباسي، فأن صحت هذه الرواية أفننسب إليها بالهمز أم بحذف الألف فيقال كهربي وكهربية كما يقال مصطفىّ ومصطفية على ما صرح به سيبويه، وإلا فأي فصيح قال كهربائي؟
٢ - في ص٨ ورد ذكر (المصنع) والعرب لم تنطق به. على أن القياس لا يمنعه، وقد ورد في الصحف والكتب العصرية ولا يزال يرد بهذه الصورة، ولكن ألا يتخذ الكاتب البليغ الكلمة التي جرت على أسلات السلف وهي (الطِراز) فقد قال في القاموس: (الطراز. . . الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجديدة)؟
٣ - وفي ص١٠ ذكر (الديناميت) فلو قيل البارود الناسف أو أن نكتفي بقولنا (الناسف) أو (النسَّاف) كما يقول العراقيون، عامتهم وخاصتهم، أما يكون أحسن؟
٤ - وفي ص٣٤ جاء ذكر (ملك الزمن الربيعي)، وأنا لم أجد إلى الآن فصيحاً نسب إلى الربيع بإثبات يائه بل قال (الرَّبّعي) فهل عثرت على مثل كلامك في (كتاب بليغ صحيح قديم)؟
٥ - وفي تلك الصفحة قيل (يضحك ويستحي) وقد تكررت استحى يستحي وزان افتعل يفتعل مراراً كثيرة وقد أنكرها بعض الفصحاء وقالوا في مكانها استحيا يستحي
٦ - وفي تلك الصفحة (تراها - أي الطاقات - عطرة بيضاء) وأنا لم أجد إلى الآن في