وتختار لهم الآيات التي فيها أحكام التكاليف وتشرح لهم بإيجاز. وتختار لهم آيات أخلاقية وتشرح بإيجاز.
٢ - في دور التعليم الثانوي
من اللغة يعطى التلاميذ الشيء الكثير من منثور القول ومنظومه على أن يكون من أقوال العصر الأول والثاني، ويشرح لهم شرحاً يشمل النحو والمعاني بتحليل تتحمله عقولهم، ويزداد كلما ارتقوا. ومن القرآن يحفظون قدراً كافياً مرتباً أو مختاراً ويدرسون آيات الأحكام بتوسع، ويقدم الإلزام فالإلزام، وتؤخر مثل أحكام الطلاق واللعان إلى السن المناسبة، ويعودون الاستنباط بأنفسهم، ويدرسون قسطاً وافراً من آيات الآداب والأخلاق والعبر، والآيات الكونية والاجتماعية، ويحفظون شيئاً من الأحاديث المختارة في الأدب والاجتماع، وتكون لغة الدراسة والتخاطب اللغة كما سبق.
٣ - في دور التعليم العالي
(وهذا لا يكون إلا في معاهد العلم الديني، لأن غيرها لا تدرس الدين مادة في الصفوف العالية) في هذا الدور تدرس آداب اللغة العربية بتوسيع، وأعنى الآداب نفسها، لا تاريخها، فإن دراسة تاريخ الآداب شيء قليل الفائدة، وتشمل دراسة الآداب دراسة الحديث الشريف على أنه نمط من أنماط الكلام البليغ. ويدرس القرآن كله بلا استثناء دراسة وافية تؤخذ منها العلوم والمعارف الإسلامية، والبدائع اللغوية؛ ويراعى في هذا الدور أن يكون التدريس مجرد إرشاد لطريق الاستنباط وتطبيق القواعد. ويطالب الطلبة بالاستنباط بأنفسهم، وبمعرفة الخطأ والصواب بعرضه على مقاييس العلم والأدب. ويدرس الحديث على أنه مادة من مواد الدين تؤخذ منها الأحكام والحكم والمواعظ، ولكن ينبغي أن تكون شروط صحة الحديث غير الشروط الحاضرة فيحذف أولا كل ما نشأ أو يظن أنه نشأ عن أسباب سياسية، أو لتأييد فرقة، أو بقصد الهدم كالأسرائيليات، ثم يجعل للمعنى حظ من الاعتبار كما للرواية، أي ليس كل ما استكمل شروط الرواية كان صحيحاً حتى يستكمل شروط صحة المعنى أيضاً. وفي هذا الدور يدرس النحو في بعض الكتب المعتبرة المؤلفة قديماً تثبيتاً لما تلقنوه من القواعد أثناء الشرح، وزيادة في البحث، وفي نهاية هذا الدور أو