الزوجان وبينهما عصر مديد. . . هو يعيش محافظاً، وهي تريد التجرد مما يحافظ عليه. هو متدين وهي رقيقة الدين! إن كل شيء يحتمل، ضياع المال والتعب والشقاء، ويجد الإنسان عزاءه عنه في انتظار ثواب الله، في الآخرة، يجد عزاءه في الدين، فإذا ضاع الدين فأين يجد العوض منه والعزاء فيه؟
لذلك كان أول ما يجب على الزوج أن يفكر فيه، هو أن يختار زوجه من طبقته ورأيه، محافظة أو تجديداً، وإلا كان الزواج شراً كله
هذا أصل يتفرع عنه فروع كثيرة، أولها: تأدية حق الله في العبادة، والمحافظة على الصلوات، والرجوع إلى أحكام الدين فيما يختلف فيه من أمور الحياة، إلى غير ذلك مما يراه المسلم رأس الأمر وملاكه ويسميه المجددون (المتجردون) رجعية وجموداً.
وثانيها: خروج المرأة من دارها، وحالها عند الخروج وزيها وزينتها، وتبرجها في الأسواق وتيممها السينمات ودور اللهو، وعرض مفاتنها على الرجال، وما إلى ذلك مما يسميه المسلم وقاحة ورذيلة وقلة حياء. . . ويدعوه المتجردون مدنية وتقدماً. . .
وثالثها: الاتصال بالناس، وتخصيص الأيام الكثيرة لاستقبالهم، وإضاعة الأموال في إكرامهم وتعطيل أعمال الدار، وتربية الأولاد في سبيلهم - وما يجره الاختلاط الكثير. . . الذي ينفر منه العقلاء، ويرونه فساداً لا خير فيه، وبابا لا يلج منه إلا كل ضرر، لأن النساء لا يقبسن من النساء إلا السيئ المكروه، ويراه أهل التجديد واجباً لا بد منه، وفرضاً لا تكون المرأة متمدنة محترمة. . . إلا به!
ورابعها: اتباع (المودة) والأيمان بها إيمانا لا شك فيه، والخضوع لها خضوعاً أعمى، والتعامي عما تجر على الأسرة والأمة من ضرر. وهذه ثمرة من ثمرات الاختلاط المرة، يراها العقلاء سخافة وحماقة، ويعدها أهل التجرد والتجدد من فروض العين!
ومن هذه المشاكل الفرعية الخلاف على تربية الأولاد حين يحكم المرأة عاطفتها فتأبى على الأب أن يأدب ابنه أو يأخذه بالحزم، وهذا فضول من المرأة لا معنى له.
على أنها قد تثور الثائرة بين الزوجين لغير ما سبب واضح، كأن يكون الزوج متألما في نهاره أو مصابا بمصيبة لا يحب لأن يسوء بها أهله، فيدخل مقطباً من حيث لا يشعر فتحسب الزوجة أن ذلك موجه إليها، فتغضب وتعرض، فيألم الزوج في نفسه، ويظن أنها